القنص الحوثي في تعز.. تهديد مستمر لحياة المدنيين وتصاعد المعاناة

الجبهات - منذ ساعتان و 40 دقيقة
تعز، نيوزيمن:

في كل صباحٍ تستيقظ أسر تعز على أصوات الرصاص والقنص، لتجد نفسها أمام واقع مأساوي يفرضه النزاع المستمر. المدنيون هنا، كبارًا وصغارًا، يعيشون الخوف من كل زاوية وشارع، حيث يمكن أن يصبح الحقل، الطريق، أو حتى باحة المنزل، مسرحًا لموت مفاجئ على يد قناصة ميليشيات الحوثي. 

إصابات وسقوط قتلى أصبح جزءًا من الحياة اليومية، والمأساة تتضاعف مع كل عملية قنص جديدة، لتترك وراءها آثارًا نفسية واجتماعية عميقة على العائلات والأطفال الذين لا يجدون ملاذًا آمنًا داخل مدينتهم. وفي ظل هذه الظروف، يصبح كل يوم عادي بالنسبة للمدنيين في تعز معركة من أجل البقاء.

وفي حادثة جديدة أصيب الشاب عبداللطيف حسان عبدالله (26 عامًا) برصاصة قنّاص تابع لمليشيا الحوثي صباح اليوم السبت، أثناء تواجده بالقرب من منزله في قرية النبيع بعزلة حمير بمديرية مقبنة غربي المحافظة.

وأوضحت المصادر الحقوقية أن القنص وقع عند الساعة الثامنة والنصف صباحًا، وأن القنّاص كان متمركزًا أسفل بيت عبدالقوي البركاني، مستهدفًا الضحية دون أي اشتباكات أو مواجهات، ما يعكس الطابع المتعمد للعملية. وأظهرت صور الحادث إصابة بليغة في قدم الشاب، الذي نُقل على الفور لتلقي العلاج.

وقال الحقوقي ماهر العبسي إن عمليات القنص الحوثية باتت تتكرر بشكل مستمر في مناطق التماس بمحافظة تعز، مضيفًا أن المدنيين يعانون من خطر دائم يهدد حياتهم وممتلكاتهم. وتأتي هذه الحادثة بعد أيام من مقتل المواطن طه أحمد عبدالله الحكيمي (63 عامًا) برصاص قنّاص حوثي في حي كلابة شرق مدينة تعز، حيث تم استهدافه داخل منزله دون أي مواجهات، ما يؤكد الطبيعة المتعمدة لهذه الجرائم.

وتستمر مليشيات الحوثي في استخدام أسلحة قنص متطورة، بينها سلاح يعرف باسم "صياد" إيراني الصنع يصل مداه إلى 1500 متر، بحسب مصادر عسكرية. وتعد أسلحة القناصة واحدة من أكثر الوسائل فتكًا بالمدنيين بعد القصف المدفعي والصاروخي والطائرات المسيرة والألغام الأرضية.

ووفقًا لإحصاءات حقوقية، قُتل منذ مارس 2015 وحتى نهاية 2020 ما لا يقل عن 725 مدنيًا في اليمن نتيجة عمليات القنص، نصفهم تقريبًا في محافظة تعز، شملت 141 طفلًا و78 امرأة، بينما سقط المئات جرحى. وقد أدت عمليات القنص المتكررة إلى نزوح سكان من الأحياء الشرقية والغربية من المدينة، مثل كلابة والشماسي وحوض الإشراف، قبل أن يعود بعضهم بعد توقيع اتفاق الهدنة الأممية.

وترى منظمات حقوقية أن القنص أصبح مؤشرًا على سياسة القتل المتعمد التي تتبعها مليشيات الحوثي ضد المدنيين، حيث يتم استهداف المزارعين والمارة والمواشي قرب خطوط النار، مما يزيد من معاناة السكان ويزرع الرعب في قلوبهم.

وتظل محافظة تعز شاهدة على إصرار الحوثيين على استخدام القنص وسيلة ترهيب للمدنيين، وهو ما يجعل الحاجة إلى حماية السكان وتأمين مناطق التماس أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، وسط دعوات حقوقية مستمرة لمحاسبة القتلة ومنع تكرار هذه الجرائم.