احتقان شعبي متصاعد جراء عودة أزمة الكهرباء إلى عدد محافظات محررة
الجنوب - Thursday 04 September 2025 الساعة 06:17 pm
تعود أزمة الكهرباء لتفرض نفسها بقوة على حياة المواطنين في عدن ولحج وأبين وحضرموت، في مؤشرات على استمرار أزمة طويلة الأمد لم يتم التعامل معها بجدية خلال السنوات الماضية. وتعكس هذه الأزمة هشاشة البنية التحتية للطاقة، وضعف القدرة المؤسسية على إدارة قطاع الكهرباء، مما يترك ملايين المواطنين في حالة من العناء اليومي بين ساعات الانطفاء الطويلة والتشغيل القصير، دون وجود حلول جذرية.
وتشهد العاصمة عدن ومحافظتي لحج وأبين منذ أيام ارتفاعًا غير مسبوق في ساعات انطفاء التيار الكهربائي، إذ وصل الانقطاع إلى نحو عشر ساعات متواصلة مقابل ساعتين فقط من التشغيل، في حين شهدت محافظة حضرموت تصاعدًا ملحوظًا في ساعات الانقطاع لتصل ما بين 4 إلى 6 ساعات مقابل ساعتين تشغيل فقط.
وقال مواطنون إن معاناتهم من تردي خدمة الكهرباء مستمرة منذ سنوات، تحت مبررات عدة، أبرزها نفاد الوقود المخصص لتشغيل المحطات أو خروجها عن الخدمة، مشيرين إلى أن أي محاولات لمعالجة الأزمة طيلة هذه السنوات لم تؤتِ نتائج ملموسة، ولم تنجح في إخراج القطاع من دائرة الانهيار المستمرة. وأضافوا أن وصول الكهرباء إلى منازلهم أصبح يشبه "ضيفًا عزيزًا"، إذ ينتظرونه بفارغ الصبر وسط معاناة متواصلة.
وأفادت مصادر محلية في المكلا أن تصاعد ساعات الانقطاع قد يعيد التوترات والاحتجاجات الشعبية إلى الساحة، على غرار ما شهدته المحافظة الشهر الماضي، محذرين من أن تخاذل الجهات الرسمية تجاه الأزمة سيزيد من حدة الاحتقان الداخلي ويهدد الاستقرار المحلي.
فيما يعان سكان محافظتي لحج وأبين، من انقطاع متكرر للتيار لساعات طويلة، بينما تعيش بعض مناطق المحافظتين حالة انقطاع كلي لأيام، ما يعكس تفاوتًا واضحًا في توزيع الخدمة وغياب خطط الطوارئ. وطالب المواطنون الجهات الحكومية المختصة بالتدخل العاجل لإخراج قطاع الكهرباء من حالة الانهيار والتردي التي تعيشها منذ سنوات، مؤكدين أن استمرار الوضع الراهن يفاقم من معاناتهم اليومية ويهدد حياتهم الاقتصادية والاجتماعية.