حضرموت: توجهات لاستبدال آلاف المعلمين المتعاقدين المضربين
الجنوب - منذ 3 ساعات و 19 دقيقة
كشفت مصادر تربوية في مدينة المكلا لـ"نيوزيمن"، عن ترتيبات مكثفة يجريها مكتب التربية والتعليم بساحل حضرموت، تهدف إلى استبدال آلاف المعلمين والمعلمات المتعاقدين الذين يواصلون إضرابهم ويرفضون استئناف العملية الدراسية للعام الجديد، الذي انطلق مطلع سبتمبر الجاري.
وبحسب المصادر، فإن قيادة المكتب منحت مدراء إدارات التربية في المديريات "الضوء الأخضر" لإصدار آخر التنبيهات للمعلمين المتغيبين، قبل الشروع في تنفيذ عملية الاستبدال، وذلك تنفيذًا لتوجيهات صادرة من قيادة السلطة المحلية عقب الاجتماع الأخير الذي ترأسه محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي.
وأكدت المصادر أن مرتبات المتعاقدين تصرف من إيرادات السلطة المحلية، ضمن عقود فردية لا ترتبط بوزارة الخدمة المدنية والعمل، على خلاف المعلمين الثابتين أو المتعاقدين قبل حرب 2015. وأوضحت أن تلك العقود أبرمت بصورة استثنائية خلال السنوات الماضية لتغطية العجز وضمان استمرار الدراسة، "ولم تكن تعني توظيفًا رسميًا في السلك التعليمي".
وشددت على أن التوظيف الرسمي في القطاع التعليمي وعبر الخدمة المدنية تحكمه أسس وإجراءات قانونية خاصة، في مقدمتها المؤهل الأكاديمي التربوي، بينما يفتقر العديد من المتعاقدين الحاليين لتلك الشروط، إذ إن بعضهم خريجو ثانوية عامة وآخرون يحملون شهادات لا تمت للتخصصات التربوية بصلة.
ووفقًا للمصادر، فإن السلطة المحلية تتجه نحو إنهاء عقود المعرقلين للعملية التعليمية واستبدالهم بآخرين، ضمن الإطار القانوني المتعامل به في عمليات التعاقد المؤقت، وذلك في خطوة تهدف إلى إعادة انتظام الدراسة في المدارس الحكومية. وأضافت أن قيادة التربية في ساحل حضرموت أصدرت توجيهات رسمية بصرف مرتبات المعلمين المباشرين في مدارسهم فقط، عبر آلية (مباشرة عمل)، بحيث يُرفض تسليم أي راتب للمتعاقد ما لم يقدم هذه الورقة لشركات الصرافة المعتمدة.
وترى المصادر أن هذه الآلية تعكس توجهًا جادًا من قبل السلطة المحلية وقيادة مكتب التربية، نحو استبدال كل المعلمين المضربين بآخرين يلتزمون بالدوام، مشيرة إلى أن القرار جاء بعد طول انتظار ومحاولات لإقناع المضربين بالعودة إلى الصفوف الدراسية دون جدوى.
وتوقعت المصادر أن تشهد الأيام القادمة خطوات أكثر حسمًا في هذا الملف، خاصة مع تصاعد الضغوط الشعبية والأسرية المطالبة بإنهاء الإضراب وضمان استمرار العملية التعليمية، التي ظلت رهينة التجاذبات منذ مطلع العام الدراسي الحالي.