هربًا من جحيم الحرب في اليمن.. 70 لاجئًا صوماليًا يعودون إلى وطنهم

الجبهات - منذ 5 ساعات و 4 دقائق
عدن، نيوزيمن:

بعد سنوات طويلة قضوها في اليمن بحثًا عن الأمان ولقمة العيش، عاد 70 لاجئًا صوماليًا إلى وطنهم الأم ضمن رحلة العودة الطوعية التي تنظمها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، في مشهد إنساني مؤثر يجسد معاناة اللاجئين في بلد أنهكته الحرب وتردي الأوضاع الاقتصادية.

فقد أعلنت المفوضية، في بيان نشرته عبر منصة "إكس"، أن قاربًا يحمل على متنه 70 لاجئًا صوماليًا غادر السواحل اليمنية ووصل بسلام إلى ميناء بربرة في الصومال، في أول رحلة من نوعها خلال العام 2025، وذلك ضمن برنامج العودة الطوعية المدعومة (ASR) الذي تنفذه المفوضية لمساعدة الراغبين في العودة إلى بلادهم بعد سنوات من النزوح.

وقالت المفوضية إن من بين العائدين 12 لاجئًا صوماليًا كانوا يعيشون في صنعاء، وقد تلقوا قبل مغادرتهم الاستشارات النفسية، والفحوصات الطبية، والمساعدات النقدية، بالتعاون مع شركاء المفوضية في اليمن، لضمان عودتهم الآمنة والمستقرة.

وأضافت أن معظم العائدين عاشوا في اليمن لسنوات طويلة، بعضهم منذ طفولته، لكن تدهور الأوضاع المعيشية والخدمات الأساسية، إضافة إلى انعدام فرص العمل وارتفاع تكاليف الحياة، دفعتهم إلى اتخاذ قرار العودة إلى بلدهم رغم التحديات التي ما تزال تواجه الصومال نفسه.

وقال أحد اللاجئين العائدين – وفق ما نقلته المفوضية – إن قرار العودة لم يكن سهلاً بعد عقود من العيش في اليمن، لكنه جاء نتيجة “واقع صعب لم يعد يحتمل”، مضيفًا: “كنا نحلم بالأمان هنا، لكن الحرب جعلت الحياة شبه مستحيلة”.

وأشارت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أنه منذ إطلاق برنامج العودة الطوعية في سبتمبر/أيلول 2017، تمكّنت من مساعدة 8,555 لاجئًا صوماليًا في اليمن على العودة الآمنة إلى وطنهم، من بينهم 1,115 لاجئًا عادوا خلال عام 2024 وحده.

وأكدت أن برنامج العودة يتم وفق معايير إنسانية تضمن كرامة العائدين وسلامتهم، مع تقديم الدعم اللازم لهم في مراحل ما قبل المغادرة وما بعدها، بالتعاون مع السلطات المحلية في اليمن والصومال والمنظمات الشريكة.

ووفق تقارير أممية حديثة، ما تزال اليمن تستضيف أكثر من 38 ألف لاجئ صومالي رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، لتبقى واحدة من الدول القليلة في المنطقة التي تواصل استقبال اللاجئين رغم الحرب والانهيار الاقتصادي.

وتشير التقارير إلى أن اللاجئين في اليمن يعانون من تراجع الدعم الإنساني ونقص الخدمات الصحية والتعليمية وفرص العمل، ما يجعل العودة الطوعية بالنسبة لكثيرين الخيار الوحيد المتاح بعد سنوات من الصمود في وجه الأزمات.