عدن تغرق في الظلام عقب خروج محطات التوليد عن الخدمة
الجنوب - منذ 3 ساعات و 8 دقائق
دخلت العاصمة عدن منذ مساء الأربعاء في ظلام دامس، نتيجة توقف شبه تام لمحطات توليد الكهرباء، في أزمة تعكس هشاشة البنية التحتية والطاقة في المدينة، وتعكس تحديات الإدارة الحكومية والمصاعب الاقتصادية التي تواجهها المحافظة.
الانقطاع المطوّل للكهرباء لا يقتصر على إزعاج المواطنين، بل أثر بشكل مباشر على مختلف الأنشطة اليومية، بما في ذلك المستشفيات، المؤسسات التعليمية، المرافق التجارية، ووسائل النقل، ما يزيد من معاناة السكان ويؤثر على جودة الحياة بشكل عام.
وأكدت مصادر محلية أن ساعات انقطاع الكهرباء وصلت، إلى نحو 18 ساعة، وسط غياب أي حلول عاجلة من الجهات المعنية. ووفقًا لمصادر في مؤسسة كهرباء عدن، تجاوز العجز في التوليد الكهربائي مساء الأربعاء 15 ساعة، بعد خروج أحد المولدات الرئيسية في محطة الرئيس عن الخدمة نتيجة نفاد النفط الخام، فيما يواصل مولد وحيد العمل بطاقة محدودة لا تتجاوز 65 ميجاوات، وهو ما يقل بكثير عن حاجة المدينة الأساسية.
وأضافت المصادر أن محطات التوليد العاملة بالديزل والمازوت متوقفة كليًا منذ أيام، ما تسبب في انهيار كامل للخدمة، وشلّ مختلف الأنشطة التجارية والخدمية في المدينة. وحاولت بعض المولدات الخاصة والطاقة الشمسية تغطية جزء من الطلب، لكنها لم تسهم سوى بشكل محدود خلال ساعات النهار فقط، دون أن تخفف من حدة الأزمة أو تؤمن الكهرباء للمناطق السكنية الحيوية.
وكانت مؤسسة الكهرباء قد حذّرت مطلع الأسبوع الجاري من توقف شامل ووشيك في حال عدم تزويد المحطات بالوقود، مؤكدة أن استمرار الأزمة يعني دخول عدن في ظلام كامل، مع مخاطر كبيرة على الحياة اليومية، واستمرارية الخدمات الأساسية، بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية.
تفاقم الأزمة يعكس أيضًا تعقيدات أزمات الوقود في المحافظات اليمنية، وتأثيرها المباشر على الخدمات الحيوية، ويطرح تساؤلات جدية حول قدرة السلطات المحلية على إدارة الموارد وتأمين الطاقة الأساسية لسكان المدينة، خصوصًا مع تزايد الطلب في فصل الشتاء وارتفاع درجات الحرارة خلال النهار.
تعيش أحياء عدن حالة من التوتر والخوف، حيث يضطر السكان للاعتماد على المولدات الخاصة بأسعار مرتفعة، أو تقنين استخدام الكهرباء بشكل كبير، ما يزيد من الأعباء الاقتصادية على الأسر. كما أضحت ساعات انقطاع الكهرباء الطويلة تهدد سير العمل في المؤسسات الحيوية، وتفاقم من صعوبات الطلاب، المرضى، وأصحاب الأعمال الصغيرة، مما يجعل الأزمة متشابكة مع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الأخرى التي تواجه المدينة.