استهداف الحوثي للطواقم الطبية في الضالع.. جريمة بحق للإنسانية

الجنوب - منذ ساعتان و 30 دقيقة
الضالع، نيوزيمن:

في مشهدٍ إنسانيٍّ مفجع، امتزجت صرخات الجرحى بأصوات الانفجارات حين استهدفت مسيّرة تابعة لميليشيا الحوثي الإيرانية سيارتي إسعاف في منطقة الفاخر شمال محافظة الضالع، أثناء قيامهما بمهام إنسانية لإنقاذ ونقل الجرحى من المدنيين.

الهجوم أسفر عن استشهاد المسعف الشاب أحمد محسن حيمد الجبيلي (25 عامًا) من أبناء مديرية جحاف، وإصابة ثمانية آخرين من أفراد الطواقم الطبية بجروح خطيرة، في جريمة وُصفت بأنها "طعنة غادرة في قلب الإنسانية".

وأكدت وزارة حقوق الإنسان في بيان رسمي أن هذا الاعتداء يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف الأربع التي تحظر استهداف سيارات الإسعاف والعاملين في المجال الطبي تحت أي ظرف.

وأوضحت الوزارة أن ما جرى في الفاخر ليس حادثًا عرضيًا، بل جزء من نهج حوثي ممنهج في استهداف المدنيين والمنشآت الإنسانية، مشيرة إلى أن استمرار هذه الانتهاكات "يعبّر عن استخفاف مطلق بالقيم الإنسانية ومواثيق حقوق الإنسان الدولية".

وحملت الوزارة ميليشيا الحوثي المسؤولية الكاملة عن الجريمة، داعية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمبعوث الأممي إلى "إدانة هذا الفعل الإجرامي بشكل فوري"، والتحرك العاجل لوقف الاعتداءات المتكررة ضد العاملين في المجال الطبي والإغاثي، وضمان محاسبة المسؤولين عنها.

من جانبه أدان المجلس الانتقالي الجنوبي على لسان متحدثه الرسمي أنور التميمي الجريمة "البشعة" التي ارتكبتها الميليشيا الإرهابية المدعومة من إيران، مؤكدًا أن استهداف سيارتي الإسعاف في منطقة الفاخر يكشف استمرار النهج الإرهابي الممنهج ضد المدنيين والمنشآت الإنسانية في الجنوب.

وقال التميمي في بيان للمجلس إن "هذه الجريمة تمثل تحديًا سافرًا للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف الأربع التي تجرم استهداف الطواقم الطبية والمركبات الإنسانية في مناطق النزاع"، مشيرًا إلى أن "هذا الاعتداء يأتي ضمن سلسلة طويلة من الجرائم الحوثية التي طالت مناطق مأهولة بالسكان في الضالع ولحج وشبوة وعدد من المحافظات الجنوبية، وراح ضحيتها عشرات المدنيين الأبرياء، بينهم نساء وأطفال".

وأضاف البيان أن "الصمت الدولي المقلق إزاء هذه الانتهاكات المتكررة يشجع الميليشيا على التمادي في جرائمها"، داعيًا الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمنظمات الدولية إلى إدانة واضحة وصريحة لهذا العمل الإرهابي، والتحرك الجاد لوقف الانتهاكات الحوثية ومحاسبة مرتكبيها.

واختُتمت بيانات الإدانة بدعوات إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتوفير حماية عاجلة للعاملين في القطاع الصحي والإغاثي في مناطق النزاع، وضمان عدم استهدافهم مجددًا، مؤكدين أن السكوت على جرائم الحوثيين يكرّس مناخ الإفلات من العقاب ويقوّض فرص السلام العادل.