نساء إب يواجهن جرافات الحوثيين دفاعًا عن الأرض والحياة
الحوثي تحت المجهر - منذ 3 ساعات
إب، نيوزيمن:
خرجت نساء قرى ذي السفال بمحافظة إب وهنّ يواجهن بصدورٍ عارية جرافاتٍ تابعة لمستثمرٍ حوثي مدعومٍ من قياداتٍ محلية، حاولت فرض إنشاء كسارة خرسانية تحت حماية أمنية وعسكرية في قلب منطقةٍ زراعية تعتبر المصدر الرئيس لدخل الكثير من الأسر.
لم تكن تلك الاحتجاجات مجرد رفضٍ لمشروعٍ صناعيٍّ، بل صرخةً في وجه ما يراه الأهالي عدوانًا بيئيًا جديدًا يُهدّد حياتهم ومصدر رزقهم، بعد أسابيع من حملات اعتقالٍ ومداهماتٍ طالت رجال المنطقة الرافضين للمشروع ذاته.
وأظهرت تسجيلات مصوّرة خروج نساءٍ من قرية الخرابة لاعتراض دخول معدات ثقيلة تابعة لمستثمرٍ مقرّب من جماعة الحوثي، قادمة من محافظة عمران، تمهيدًا لبدء العمل في المشروع بعد أن فشل تمريره العام الماضي.
وبحسب مصادر محلية، فقد رافقت قواتٌ مسلحة يقودها وكيل المحافظة الحوثي "علي النوعة" قافلة المعدات، في محاولةٍ لفرض المشروع بالقوة، ما أثار غضبًا شعبيًا واسعًا بين الأهالي الذين تجمعوا للتنديد بما وصفوه بـ"الاستباحة الجديدة" لأراضيهم الزراعية.
الاحتجاجات التي قادتها النساء هذه المرة حملت رمزيةً عميقة، إذ رددن هتافاتٍ غاضبة تطالب بوقف المشروع فورًا، مؤكداتٍ أن "الكسارة" ستدمر التربة الزراعية وتلوث الهواء والمياه، وتحول حياتهن إلى جحيمٍ من الغبار والضجيج.
ويؤكد الأهالي أن رفضهم لا ينبع من السياسة، بل من الخوف على الأرض التي يعيشون منها منذ أجيال، معتبرين أن معركتهم هي "معركة بقاء" أمام سلطة لا ترى في الريف سوى موردٍ جديد للنهب والاستغلال.
وقال أحد الناشطين المحليين إن "المشهد كان مؤثرًا للغاية.. نساء يصرخن دفاعًا عن الزرع والبيت والهواء، بينما تتقدم نحوهن جرافات ومسلحون".
بحسب مصادر محلية أن المشروع يعكس نمط السيطرة الحوثية على الموارد والمشاريع في إب، حيث يجري استغلال النفوذ لتغطية مصالح اقتصادية خاصة على حساب البيئة والمجتمع المحلي. وتؤكد المصادر أن هذا هو المحاولة الثانية خلال عامين لفرض المشروع ذاته رغم الرفض الشعبي، في ظل تجاهل تام لضرورة دراسات تقييم الأثر البيئي التي تُعدّ شرطًا قانونيًا لأي مشروعٍ من هذا النوع.
وأكدت المصادر أن تصعيد سلطات الحوثيين في هذه القضية "يعكس أزمة أخلاقية في إدارة السلطة، حيث تُسخّر القوة لقمع المواطنين بدل حماية أراضيهم".
وحذر حقوقيون ومنظمات محلية من أن إقامة الكسارة سيؤدي إلى تدمير التنوع الزراعي في المنطقة وتلويث مصادر المياه الجوفية، وهو ما يجعل المشروع بمثابة "قنبلة بيئية" في واحدة من أكثر مديريات إب خصوبة.
>
