الحوثي يصعّد عسكريًا في الحديدة.. شبكة أنفاق بإشراف حزب الله

السياسية - منذ 3 ساعات و 20 دقيقة
الحديدة، نيوزيمن:

كثفت ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران تحركاتها العسكرية في محافظة الحديدة في خطوة تثير مخاوف من انهيار مسار الهدنة الهشة واستئناف المواجهات المسلحة في واحدة من أكثر المدن اليمنية اكتظاظًا بالمدنيين.

وبحسب مصادر ميدانية شملت التحركات الحوثية إرسال تعزيزات ميدانية، واستحداث مواقع عسكري وثكنات في مناطق سكنية وداخل مزارع المواطنين، ناهيك عن حفر شبكة أنفاق وخنادق تحصينية واسعة تمتد على طول الساحل الغربي.

ويأتي هذا التحرك الميداني في ظل تصاعد مؤشرات التصعيد الحوثي على مختلف الجبهات، بالتوازي مع تحركات سياسية وإعلامية تعكس نية الجماعة إعادة خلط الأوراق الميدانية وفرض واقع عسكري جديد في مناطق خاضعة لرقابة أممية، في خرق واضح لبنود اتفاق ستوكهولم (الحديدة) الموقع أواخر 2018، والذي ينص على وقف إطلاق النار وسحب القوات من المدينة والميناء.

وفي الوقت الذي تعمل الحكومة اليمنية بمساندة التحالف العربي على تثبيت الهدوء ودعم المسار السياسي، تمضي الميليشيا في تحويل الحديدة إلى مدينة أنفاق وألغام، ما يجعلها قنبلة موقوتة تهدد الأمن الإقليمي والملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وبحسب مكتب إعلام محافظة الحديدة، فإن الميليشيا شرعت في حفر شبكة معقدة من الأنفاق والخنادق التحصينية تمتد من أطراف مديرية بيت الفقيه حتى ساحل مديرية الحالي، بإشراف مباشر من خبراء تابعين لحزب الله اللبناني، أحد أبرز أذرع إيران العسكرية في المنطقة.

وأوضح المكتب أن الأنفاق متشابكة تحت الأرض وتربط بين مواقع تمركز الميليشيا على طول الساحل، وتضم مخازن للأسلحة والمتفجرات، كما جرى تجهيز بعضها بفتحات سرية تتيح نقل السلاح والمقاتلين بين النقاط المختلفة بعيدًا عن الرصد الجوي.

وأكدت مصادر محلية أن بعض تلك الأنفاق تُحاكي البنية العسكرية لحزب الله في جنوب لبنان، وتم تصميمها لتتحمل القصف الجوي، فيما أعدت أخرى كقنوات مائية يمكن استغلالها لإغراق أجزاء من المدينة حال تعرض الحوثيين لهجوم أو محاولة طردهم من مناطق سيطرتهم.

المصادر نفسها حذّرت من أن الميليشيات الحوثية تمدّ أنفاقها تحت الأحياء السكنية والمزارع، وتُحاذي الطرق الرئيسية والطريق الدولي الذي يربط بمناطق التماس جنوب الحديدة مثل حيس والتحيتا، ما يعرّض المدنيين لخطر مباشر في حال اندلاع أي مواجهة.

كما لفتت إلى استمرار الجماعة في نصب منصات صواريخ وطائرات مسيّرة داخل الأحياء المزدحمة بالمدنيين، في خرق صارخ للقانون الدولي الإنساني، بما يشير إلى استعداد الحوثيين لمعركة مدن يستخدمون فيها السكان كدروع بشرية لحماية مواقعهم العسكرية.

وكانت تقارير حكومية سابقة قد كشفت أن الميليشيا حفرت أكثر من 750 خندقًا داخل مدينة الحديدة منذ بداية الأزمة، مستغلة الهدنة الأممية التي التزمت بها القوات المشتركة في الساحل الغربي. وتشير التحركات الأخيرة إلى أن العدد قد تضاعف خلال الأشهر الماضية، في ظل استغلال الحوثيين التزام الحكومة والتحالف بالتهدئة لإعادة بناء قدراتهم القتالية.

ويرى مراقبون أن ما يجري في الحديدة يعبّر عن تحول استراتيجي في عقيدة الميليشيا العسكرية، من تمركز في الخطوط الأمامية إلى التحصن في المناطق المدنية، بما يتيح لها شنّ حرب استنزاف طويلة الأمد حال انهيار أي اتفاق للسلام. وتشير التحركات الحوثية إلى احتمال استئناف المعارك في الساحل الغربي، خصوصًا مع تزايد الأنباء عن وصول تعزيزات بشرية وآليات عسكرية من محافظات أخرى إلى تخوم الحديدة.

ويرى محللون أن هذه التطورات تمثل اختبارًا جديدًا للأمم المتحدة وبعثة دعم اتفاق الحديدة (UNMHA)، التي تواجه صعوبات في أداء مهامها نتيجة رفض الحوثيين السماح لها بالتحرك الميداني بحرية، مؤكدين أن صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الانتهاكات قد يشجع الجماعة على مواصلة خروقاتها ونسف فرص السلام الهشة.

تؤكد هذه التحركات أن ميليشيا الحوثي لا تزال تراهن على الخيار العسكري كأداة للبقاء وفرض النفوذ، وأنها تواصل تغليب مشروعها الإيراني على معاناة اليمنيين الذين يدفعون يوميًا ثمن مغامراتها.