لقاء إعلاميي الحديدة ومقبنة: الكلمة والسلاح في خندق واحد لمواجهة الحوثي

المخا تهامة - منذ ساعتان و 13 دقيقة
الخوخة، نيوزيمن:

عكست فعاليات اللقاء التشاوري الموسّع للإعلاميين والناشطين في محافظة الحديدة ومقبنة بتعز، الذي عُقد، الإثنين، في مدينة الخوخة، توجهًا متزايدًا لتعزيز دور الإعلام في المعركة الوطنية ضد مليشيا الحوثي، بما يتجاوز مجرد نقل الأخبار إلى أداة استراتيجية للتعبئة وتوحيد الصف الوطني.

ويأتي هذا اللقاء، الذي نظمته الدائرة الإعلامية في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية بالتنسيق مع السلطة المحلية ومكتب الإعلام بالمحافظة، تحت شعار "الكلمة والرصاصة في خندق واحد لمواجهة مليشيا الحوثي"، كخطوة تحليلية مهمة في فهم كيفية دمج الجبهة الإعلامية مع الخطط العسكرية والأمنية لتعزيز المقاومة في الساحل الغربي.

وشارك في اللقاء نحو 150 إعلاميًا وصحفيًا وناشطًا من المديريات المحررة، بحضور عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، الفريق أول ركن طارق صالح.

وأكد محافظ الحديدة الدكتور الحسن طاهر أن توحيد الكلمة الإعلامية يشكل أبرز أدوات مواجهة المشروع الحوثي، مشيرًا إلى أن "وهج الكلمة الصادقة هو السلاح الذي يرعب العدو"، وهو تصريح يبرز النظرة الاستراتيجية الجديدة التي ترى الإعلام ليس فقط أداة للتغطية، بل جزءًا لا يتجزأ من منظومة الدفاع الوطني.

وشمل برنامج اللقاء أربعة محاور رئيسية، تناول فيها المتحدثون جوانب متعددة من المعركة الإعلامية حول دور الإعلام في تعزيز وحدة الصف الوطني، وُضع في إطار ضرورة التوافق على خطاب موحد يواجه الانقسام الحوثي ويعيد الثقة بين المواطنين والمؤسسات الوطنية، والكلمة والطلقة في خندق واحد في الدفاع عن النظام الجمهوري.

وأشار رئيس الدائرة الإعلامية في المكتب السياسي محمد أنعم إلى أن الإعلاميين أصبحوا جزءًا من منظومة الردع الوطني، لا يقل تأثيرها عن أداء القوات العسكرية على الأرض، وكذا أهمية الإعلام في إسناد المقاتلين ورجال الأمن، مؤكدًا أن تبني خطاب موضوعي وشفاف يعزز الروح المعنوية للجيش والشرطة ويضعف تأثير التضليل الحوثي، إضافة إلى مواجهة أدوات الحوثي الدعائية، حيث تم التأكيد على ضرورة تطوير مهارات الإعلاميين لمواجهة الحملات الإعلامية المنظمة التي تستهدف زعزعة الوعي الوطني.

واستعرض المشاركون تجارب عملية وملاحظات ميدانية حول كيفية توثيق جرائم المليشيا وتضحيات المقاتلين، مؤكدين أن الإعلام أصبح جبهة متكاملة مع العمليات العسكرية والأمنية في سبيل استعادة الدولة وحماية المكتسبات الوطنية.

وأصدر اللقاء بيانًا ختاميًا أكد على توحيد الخطاب الإعلامي وتعزيز وحدة الصف الوطني، مع التأكيد على تطوير الأداء الإعلامي في المديريات المحررة بما يتوافق مع مستجدات المرحلة، وتقديم الشكر للفريق أول ركن طارق صالح ومحافظ الحديدة الدكتور الحسن طاهر على رعايتهما ودعمهما لهذا الحراك الإعلامي الوطني.

ويمثل هذا اللقاء نموذجًا متقدمًا لكيفية استخدام الإعلام كأداة استراتيجية في مواجهة التنظيمات المسلحة، حيث يجمع بين الجانب التحليلي والتوعوي والتطبيقي، مع توجيه الرسائل إلى الداخل والخارج حول وحدة الصف الوطني وصمود المجتمع المدني في مواجهة مشروع الحوثي الكهنوتي. 

كما يظهر اللقاء إدراك القيادات المحلية والمقاومة لأهمية الإعلام في التأثير على الرأي العام وتعبئة الدعم الوطني والدولي، مما يجعله جزءًا من سياسة شاملة لمواجهة الإرهاب وبناء الدولة.