"المستقبل الواعد".. القوات الجنوبية تفرض سيطرتها على سيئون وسط انهيارات العسكرية الأولى
السياسية - منذ 57 دقيقة
سيئون، نيوزيمن، خاص:
شهد وادي حضرموت، الأربعاء، تطورات ميدانية واسعة عقب إطلاق القوات الجنوبية عملية عسكرية شاملة حملت اسم "المستقبل الواعد"، بهدف تأمين وادي وصحراء حضرموت من العناصر التابعة لجماعة الإخوان.
وتمكنت القوات خلال ساعات من الدخول إلى عدة مديريات والسيطرة على مواقع استراتيجية ومرافق حكومية وعسكرية في مدينة سيئون وضواحيها، بعد انسحاب قوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية للإخوان.
وبحسب مصادر عسكرية، فإن القوات الجنوبية نجحت في السيطرة على القصر الجمهوري بمدينة سيئون عقب مواجهات محدودة، قبل أن تفرّ العناصر المكلفة بتأمينه، وبذلك انتهت المعركة التي دارت في أطراف سيئون خلال الساعات الماضية، لتبدأ القوات في ترتيب الوضع الأمني داخل المدينة.
وفرضت القوات سيطرتها الكاملة على مطار سيئون الدولي، بعد دخول وحدات عسكرية جنوبية وانتشارها في محيط المطار، بالتزامن مع انسحاب قوات العسكرية الأولى من مواقعها. وشهدت الطرق المؤدية إلى المطار توقفًا جزئيًا لحركة المركبات وسط حالة ترقّب في الأحياء القريبة.
وإلى جانب ذلك، تمكنت القوات الجنوبية من تأمين المجمع الحكومي، والبنك المركزي، ودوائر الدولة، والسجن المركزي في وادي حضرموت، لمنع أي أعمال نهب أو اعتداءات أو محاولة فرار للسجناء، ضمن إجراءات تهدف إلى فرض الاستقرار في المنطقة.
وفي سياق متصل، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الجنوبية المتقدمة من عدة محاور، وقوات المنطقة العسكرية الأولى عند مداخل سيئون. وشهدت المنطقة تبادلًا للقذائف والأسلحة الثقيلة، فيما شوهدت آليات عسكرية تتقدم باتجاه وسط المدينة. وأفادت المصادر بأن المواجهات جاءت عقب محاولة قوات المنطقة العسكرية الأولى منع تقدم القوات الجنوبية، قبل أن تنهار دفاعاتها في معظم المواقع.
وتمكنت القوات في أثناء تقدمها من السيطرة على نقطة الغرف الواقعة عند المدخل الشرقي لمدينة تريم، عقب اشتباكات عنيفة تسببت في فرار العناصر العسكرية التابعة للمنطقة الأولى. وتعد النقطة من أهم المواقع التي تربط تريم بمديريات الوادي الأخرى، ما يجعل سقوطها تطورًا ميدانيًا لافتًا.
كما أكدت مصادر عسكرية سقوط معسكر اللواء 37 مدرع بالخشعة—أحد أكبر وأهم معسكرات المنطقة العسكرية الأولى من حيث العتاد والقوة—ودخول قوات درع الوطن إليه بعد فرار العناصر الإخوانية منه. وتمددت القوات لاحقًا نحو مديريات وادي العين وحورة غرب سيئون، حيث دارت اشتباكات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من قوات المنطقة الأولى.
وتواصلت العمليات شرق الوادي باتجاه مديرية تريم وصولًا إلى منطقتي الغرف والسويري، حيث أحكمت القوات الجنوبية سيطرتها على النقاط العسكرية المنتشرة هناك، وسقط خلالها جندي من قوات المنطقة الأولى أثناء المواجهات.
وكانت القوات الجنوبية قد سيطرت على جميع المقرات العسكرية والنقاط المنتشرة على الطرق المؤدية إلى سيئون، بما في ذلك مقر قيادة اللواء 101 شرطة جوية المكلّف بحماية مطار سيئون. وشهدت شوارع سيئون انتشارًا واسعًا للعناصر الجنوبية، التي باشرت تأمين المؤسسات الحكومية. فرضت قوات درع الوطن سيطرتها على معسكر الخشعة في طريق الصحراء باتجاه منفذ الوديعة، في خطوة تعد امتدادًا للعمليات العسكرية الرامية لتأمين كامل الوادي والصحراء.
إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية أن المدارس والجامعات أغلقت أبوابها منذ يوم الثلاثاء، نتيجة الاشتباكات والتحذيرات الأمنية الصادرة بضرورة ملازمة المنازل والابتعاد عن المواقع العسكرية. كما استقبلت أقسام الطوارئ في مستشفى سيئون عددًا من الحالات نتيجة الهلع الذي أصاب السكان، إلى جانب أصوات الأسلحة الثقيلة والانفجارات التي شهدتها ضواحي المدينة خلال الساعات الماضية.
وأكدت مصادر عسكرية أن القوات الجنوبية تتقدم حاليًا نحو مقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى، في خطوة تهدف إلى إنهاء نفوذ هذه القوات التي سيطرت على مناطق وادي حضرموت لسنوات طويلة ومارست خلالها انتهاكات وجرائم بحق أبناء الوادي والصحراء.
>
