رؤية إماراتية للطاقة والمستقبل.. وضع حجر أساس لمحطة شمسية في لحج

إقتصاد - منذ ساعة و 53 دقيقة
لحج، نيوزيمن:

في خطوة جديدة تعكس التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بدعم مشاريع التنمية المستدامة في اليمن، وُضع الثلاثاء، في مدينة الحَوطَة بمحافظة لحج حجر الأساس لمشروع محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بقدرة 20 ميغاواط، بتمويل إماراتي كامل، وبإشراف وزارة الكهرباء والطاقة والسلطة المحلية بالمحافظة.

حضر مراسم التدشين وزير الكهرباء والطاقة في الحكومة اليمنية المهندس مانع بن يمين، ومحافظ لحج اللواء الركن أحمد عبدالله تُركي، وعدد من المسؤولين المحليين وممثلي الجهات المنفذة، في احتفالية وُصفت بأنها نقطة تحوّل في مسار قطاع الكهرباء بالمحافظة.

ويُعَدّ المشروع مبادرة استراتيجية حيوية ضمن سلسلة من المشاريع الإماراتية في مجال الطاقة المتجددة، ويهدف إلى تعزيز استقرار الخدمة الكهربائية، وتلبية احتياجات المواطنين، وفتح آفاق أوسع للتنمية الاقتصادية والخدمية في محافظة لحج.

وتم تصميم المحطة وفق أحدث التقنيات العالمية، وبما يضمن أعلى كفاءة في تحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء، مع الاستفادة المثلى من الموارد الطبيعية المتاحة، وتقليص التكاليف التشغيلية بنسبة كبيرة مقارنة بمحطات التوليد التقليدية.

وأوضح وزير الكهرباء أن هذا المشروع يأتي ضمن توجه الحكومة نحو التحول إلى الطاقة النظيفة، مشيرًا إلى أن الدعم الإماراتي المتواصل يمثّل رافعة حقيقية لتحقيق الاستقرار في الطاقة  بالمحافظات المحررة، ويفتح الباب أمام شراكات مستدامة في البنية التحتية والخدمات الأساسية.

من جانبه، ثمّن محافظ لحج اللواء أحمد تُركي الدور الإماراتي الريادي في دعم مشاريع الكهرباء والطاقة المتجددة، مؤكدًا أن المحطة الجديدة ستُحدث فارقًا ملموسًا في حياة المواطنين من خلال تقليص ساعات الانقطاع وتحسين الموثوقية في التيار الكهربائي بمدينة الحوطة والمناطق المجاورة.

وقال التركي في تصريح صحفي: "لقد ولىّ زمن الحلول المؤقتة؛ مشروع الطاقة الشمسية بقدرة 20 ميغاواط الممول من دولة الإمارات ليس مجرد محطة كهربائية، بل هو الخيار الاستراتيجي الوحيد لوضع أول لبنة لإنهاء معاناة لحج الطويلة مع انقطاعات الكهرباء".

وأضاف أن المشروع يعكس رؤية الإمارات في بناء حلول مستدامة تُسهم في تحسين الخدمات الأساسية وخلق بيئة جاذبة للاستثمار، مشيرًا إلى أن الطاقة النظيفة أصبحت اليوم ركيزة للنهوض الاقتصادي وتحسين جودة الحياة.

وتُعد محطة لحج الثامنة في سلسلة مشاريع الطاقة الشمسية التي تنفذها دولة الإمارات في اليمن، بعد محطات المخا، حيس، الخوخة، عدن، شبوة، وحضرموت (قيد الدراسة). ويُتوقع أن تنتج هذه المشاريع مجتمعة قرابة 500 ميغاواط من الكهرباء النظيفة على مساحة تتجاوز 3.5 ملايين متر مربع، في خطوة تُعدّ قفزة نوعية نحو مستقبل أكثر استدامة وأقل اعتمادًا على الوقود الأحفوري.

وتشير تقديرات اقتصادية إلى أن مشاريع الطاقة الشمسية الإماراتية توفر نحو 100 مليون دولار شهريًا لخزينة الدولة اليمنية عبر تقليص استهلاك الوقود التقليدي، وتُسهم في بناء بنية تحتية كهربائية متطورة قادرة على جذب الاستثمارات الصناعية والخدمية.

ويأتي هذا المشروع ضمن النهج التنموي الذي تتبناه دولة الإمارات في دعم اليمن عبر مشاريع استراتيجية في قطاعات الطاقة، والتعليم، والصحة، والبنية التحتية، بما يعزز استقرار المحافظات المحررة ويدعم جهود الحكومة في تحسين الخدمات.

وأكد مسؤولون في وزارة الكهرباء أن محطة لحج ستكون نموذجًا يُحتذى به في تطبيق معايير الكفاءة والاستدامة، مشيرين إلى أن المشروع يترجم عمليًا رؤية الإمارات في نقل المعرفة والخبرة التقنية إلى الداخل اليمني، وبناء قدرات وطنية في مجالات الطاقة المتجددة.

ويمثل مشروع محطة الطاقة الشمسية في لحج بداية مرحلة جديدة من الاستثمار في الطاقة النظيفة في الجنوب واليمن عمومًا، ويجسّد الشراكة التنموية الراسخة بين الإمارات واليمن.

ومن المتوقع أن تبدأ الأعمال الإنشائية للمحطة خلال الأسابيع القادمة، على أن تدخل الخدمة التشغيلية خلال العام المقبل، لتكون شعاعًا جديدًا من الضوء الذي يصل بين التنمية والطاقة والأمل في حياة اليمنيين.