الساحل الغربي.. معركة من أجل الفقراء؟!

إقتصاد - Tuesday 26 June 2018 الساعة 12:34 pm
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

يبتسم الشاب إبراهيم النازح من مدينة الحديدة للانهيار الذي تحصده ميليشيا الحوثي في الساحل الغربي.

ويقول إبراهيم لـ"نيوزيمن": "كنا ننتظر هذه اللحظة على أحر من الجمر، فالجوع الذي جلبته لنا هذه الميليشيا يجعلنا نفرح بزوالها وخروجها من مدينتنا التي تكره الحرب والقتل والموت الذي جلبته إليها ميليشيا الحوثي".

ويتابع: "أغلب سكان مدينة الحديدة يعتمدون على الدخل اليومي، حيث يشترون حاجاتهم من المأكل والمشرب بصورة يومية، ولا تجدهم يشترون الغذاء بكميات لمدة أسبوع أو شهر، وذلك لقلة الدخل، وبعد أن دخلت ميليشيا الحوثي مدينة الحديدة فقد أغلب سكان الحديدة مصادر دخولهم اليومية، الأمر الذي زاد من معاناتهم".

من جانبه أحد الباحثين الاقتصاديين -فضل عدم ذكر اسمه- يقول لـ"نيوزيمن": "منذ سيطرة ميليشيا الحوثي على مدينة الحديدة اتجهت نحو المؤسسات والمنشآت الإيرادية، وبدأت بممارسة الفساد وحرمان المواطن والوطن من الاستفادة من الإيرادات، وعلى رأسها إيرادات ميناء الحديدة، الأمر الذي حرم الكثير من أبناء الحديدة من العمل والحصول على الدخول التي يعتمدون عليها في توفير لقمة العيش، وقاد ذلك إلى اتساع الفقر في هذه المحافظة التي تصارع الفقر وظهرت حالات المجاعة في العديد من مناطق الحديدة، إلى جانب زيادة حالات سوء التغذية بين الأطفال".

ويشير الباحث الاقتصادي إلى أن ميليشيا الحوثي تتشبث بمحافظة الحديدة كونها مدرة للأموال التي تجنيها الميليشيا من ميناء الحديدة، وتقول البيانات الرسمية، إن ميليشيا الحوثي تحصل شهرياً على 35 مليار ريال من خلال إيرادات ميناء الحديدة.

يُعد ميناء الحديدة شرياناً للاقتصاد اليمني، كونه الميناء الأكثر أهمية في اليمن بعد ميناء عدن، وعبر هذا الميناء تدخل الكثير من الواردات إلى اليمن، والتي أصبحت ميليشيا الحوثي تحقق من ورائها المليارات من الريالات وتستفيد من الجمارك على البضائع الواردة وعادة ما يكون مصير هذه الأموال إلى أدراج الميليشيا وحرمان المواطن من هذه العائدات التي يجب أن تنعكس على شكل خدمات، إلا أن ذلك لم يتم، كما تستفيد هذه الميليشيا من ميناء الحديدة للحصول على الأسلحة المهربة والتي تقف إيران وراء تهريبها إلى ميليشيا الحوثي التي تستخدم هذه الأسلحة لقتل اليمنيين.

يقول الخبراء والمهتمون إن هذه الحرب في الساحل الغربي تُعد حرباً لإنقاذ البسطاء والفقراء في الحديدة، كما أنها ستنقذ الشعب اليمني كاملاً من هذه الميليشيا الكهنوتية التي نشرت الجوع والفقر والجهل والمرض بين اليمنيين وحرمتهم من كافة حقوقهم، بما فيها الراتب الشهري، وتفرض سيطرتها على موارد الدولة لصالحها دون رحمة أو إنسانية بشعب بات يقتله الجوع.

ويؤكد الخبراء أن عودة الحديدة ومينائها إلى أحضان الدولة سيعيد التوازن إلى حياة الناس وسيسهم في توفير الحماية للمواطنين الذين يهددهم الجوع بالموت.