الإصلاح ينفي ما أكدته مواقع الجيش عن تسليم مسلحيه مواقع في قانية البيضاء للحوثيين

الجبهات - Wednesday 19 September 2018 الساعة 06:19 pm
البيضاء، نيوزيمن، تقرير خاص:

تباينت ردود الأفعال على خبر انسحاب وحدات عسكرية تابعة لحزب الإصلاح من مواقع في جبهة قانية بمحافظة البيضاء لمليشيات الانقلاب الحوثية.

فبينما أنكر حزب الإصلاح ما ورد في هذا الخبر جملة وتفصيلاً في تصريح نشره نائب رئيس الدائرة الإعلامية للحزب عدنان العديني؛ بالغ آخرون بالقول إن مسلحي الإصلاح انسحبوا من جبهة قانية بالكامل.

وما بين الإنكار والتهويل تكمن الحقيقة؛ فالانسحاب من جانب القوة الحامية لموقع الشبكة الاستراتيجي أو ما يعرف بـ"الأريل" ومواقع إلى جواره، قد حدث بالفعل، ولا مجال هنا للإنكار، لأن مواقع وزارة الدفاع اليمنية قد اعترفت بذلك، فالمنكرون في هذه الحالة "ملكيون أكثر من الملك" .

ففي يوم السبت 15 سبتمبر 2018 اعترف موقع الجيش أن مقاتلي الحوثي تمركزوا في منطقة الأريل في جبهة حوران بمديرية ردمان، بل أيضاً وصلت مركباتهم العسكرية إلى الموقع ذاته.

وقال موقع وزارة الدفاع اليمنية "سبتمبر نت"، إن مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية، استهدفت "تجمعاً للمليشيا في منطقة الأريل في جبهة قانية، ودمرت طقماً تابعاً لها ومصرع كل من كان على متنه".

وفسر الموقع تمركز الحوثيين في الموقع المذكور بأنه "كمين محكم" ثم أضاف -نقلاً عن مصدر ميداني- إن "قوات الجيش الوطني استدرجت مجاميع من المليشيا، إلى موقع شبكة حوران في مديرية الوهبية، وباغتتهم بهجوم مفاجئ".

هذا التأكيد عززه المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية باعتراف أكثر صراحة، حيث أعلن المركز اﻹعلامي للقوات المسلحة يوم الأحد 16 سبتمبر الجاري عن استعادة قوات الجيش السيطرة على مواقع من أيدي مليشيا الحوثي في منطقة حوران بمديرية ردمان محافظة البيضاء.

ونقل المركز عن عمليات اللواء ١١٧ مشاه العميد الركن حسن موسى، قوله "إن معارك اندلعت في وقت متأخر من مساء السبت، تمكن خلالها أبطال الجيش الوطني (من استعادة موقع شبكة حوران للاتصالات والمواقع المحيطة به بالكامل)".

ووفقاً لمصادر ميدانية فقد تمت استعادة المواقع المذكورة في أقل من 24 ساعة، ليس بهجوم مضاد كما حاولت أن تدعيه مواقع الجيش، ولكن الحقيقة أن ذلك بفضل الدور الذي لعبته مقاتلات التحالف العربي في الليلة ذاتها باستهداف مجاميع الحوثيين وآلياتهم ومركباتهم العسكرية التي تمركزت في موقع اﻷريل والمواقع المجاورة عقب سيطرتها عليها.

وقال مصدر محلي "إن الغارات أسفرت عن مقتل عدد كبير من عناصر المليشيا وتدمير أطقم ما أجبرها على الفرار والانسحاب من تلك المواقع على وقع الضربات القاسية والخسائر الفادحة في العدد والعتاد التي لحقت بها جراء الغارات".

وبحسب مصادر عسكرية فإن مقاتلي الحوثي بعد سيطرتهم على المواقع تلك صاروا مكشوفين للطيران الذي كبدهم خسائر في العدد والعتاد ما اضطرهم للانسحاب منها مجبرين.

السؤال اﻷهم

يبقى السؤال الأهم: لماذا انسحب مقاتلو الإصلاح من تلك المواقع؟ أو كيف سيطر الحوثيون على تلك المواقع بتلك السهولة؟!! رغم أنها مواقع استراتيجية وتتحكم بعدة مناطق محيطة.

قبل الإجابة عن هذا السؤال ينبغي علينا التذكير أن قوام الجيش الوطني في جبهة قانية يتحكم به حزب الإصلاح، وهذه حقيقة لا يمكن إغفالها، فقادة الجيش وتكوينات الألوية والكتائب وحتى المقاومة الشعبية تمت بمعايير حزبية على أساس الولاء للحزب وليس على أسس ومعايير متعارف عليها في الجيوش النظامية.

وقد صاحب فتح الجبهة قبل حوالى 8 أشهر الكثير من اللغط وعلامات الاستفهام حول مدى القوة الفعلية بالنظر إلى آلاف اﻷسماء الوهمية ومدى جدية الألوية في تحرير المحافظة من تواجد الحوثيين، بل واتهامات بإقحام الخلافات السياسية في الجبهة لاسيما مع الانتصارات التي حققتها القوات المشتركة في الساحل الغربي.

وما نشرته صحيفة الوطن السعودية في عددها الصادر الاثنين الماضي عن اتفاق بين دولة قطر وحزب الإصلاح لتنفيذ أجندتها وعرقلة معركة تحرير الساحل الغربي يعززه إيقاف المعارك في جبهات عدة يتحكم بها مسلحون تابعون للإصلاح من ضمنها جبهات البيضاء، فضلا عن ما أثير من شكوك لتمكين كتيبة من مسلحي الحوثي كانت محاصرة من كل الاتجاه في البيضاء من المغادرة مع اسلحتها للتوجه إلى الساحل الغربي لتعزيز جبهتهم المنهارة هناك، ووصل الأمر إلى اتهامات بفساد وتصفيات ومؤامرات راح ضحيتها ضباط في الجيش لا ينتمون إلى حزب الإصلاح اعترضوا على طريقة إدارة قيادات إصلاحية للجبهة وللمعارك.

ولكل هذه اﻷسباب وغيرها تم تغيير ضباط كبار ابتداءً من قائد الجبهة وانتهاءً بقادة ألوية قبل أشهر قليلة.

ومن هذا المنطلق يمكننا "الشك حتى نصل إلى اليقين" لاسيما إذا عرفنا أن قيادات الجبهة كانت على علم مسبق بمكان الهجوم وزمانه!! وفقا لما أكدته قيادات عسكرية ميدانية ل(نيوزيمن).

وعندها قد يمكن تبرئة الجنود الذي تلقوا توجيهات بالانسحاب -مجازاً- لكن لا يمكن ترك قيادات الجبهة دون حساب.

ووحدهم الخبراء العسكريون الذين سيقيمون ما حدث وهل يمكن وصف انسحاب جنود من قمة جبل استراتيجي فجأة وجبال محيطة وتمكين الخصم من الوصول إليها دون أي تصدٍ أو مقاومة تذكر بأنها (عملية استدراج) وإذا كان الأمر كذلك، لماذا عجز مسلحو الإصلاح في استعادتها أو لماذا لم يبذلوا أي جهد يذكر لدحر الحوثيين منها، ولولا تدخل طيران التحالف لما استطاعوا استعادتها حتی بعد أسابيع من العمليات العسكرية نظراً لطبيعتها الجغرافية الصعبة.

وقطعاً، هذه المعلومات هي قيد التحري حالياً من محافظ البيضاء المعين حديثاً قائداً لجبهة قانية، ما يستوجب اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمحاسبة المتورطين في ذلك وعدم ترك الحبل على الغارب حتی لاتصل اﻷمور إلى ما لا يحمد عقباه!!