وثيقة تكشف تكتم الامم المتحدة علی انتهاكات الحوثيين وجرائمهم ضد منظماتها وموظفيها

متفرقات - Monday 01 October 2018 الساعة 04:17 pm
صنعاء، نيوزيمن :

كشفت وثيقة أممية اعترافاً صريحاً لبرنامج الأغذية العالمي أن البرنامج كان على علم بنهب مليشيات الحوثي منشآت تابعة له واستهداف أخرى، وبانتهاكات تمارسها المليشيا بحق موظفين أمميين إلا أن البرنامج والامم المتحدة رغم ذلك لم يتخذوا أي إجراء إزاء تلك الجرائم.

وأظهرت رسالة سرية بعثها مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في اليمن إلى رئيس ما يسمی (المجلس السياسي الاعلی) للانقلابين، ترجي مدير المكتب ل ( مهدي المشاط) بالإفراج عن موظفين اثنين اختطفتهما الجماعة من صنعاء والحديدة..

يأتي ذلك في وقت استحدثت فيه مليشيات الكهنوت الحوثي هيئة خاصة للتعامل مع المنظمات الإغاثية الدولية والسيطرة على الموظفين المحليين في تلك المنظمات.
وتشترط الميليشيات الانقلابية لمزاولة عمل اي منظمة دولية في مناطق سيطرتها توظيف عناصر تابعة لها في تلك المنظمات.

وجاء في الرسالة" أكتب إليكم اليوم للتعبير عن قلق وخيبة أمل بشأن الانتهاكات المتكررة والمستمرة للقانون الإنساني الدولي من قبل قوات الحوثيين في الحديدة. منذ 11 سبتمبر 2018، انتهكت القوات مراراً الاتفاقات المبرمة (...) من أجل احترام الطابع الإنساني لوعودنا وضمان خلوها من الأسلحة".

وأضاف المسؤول الأممي في رسالته: "وعلى وجه التحديد، دخلت القوات على الأقل في مرافق (تتعاقد الأمم المتحدة معها) وهي صوامع البحر الأحمر، ومستودع الحمادي، وقد أدى الانخراط في الأنشطة العسكرية لمنشآتنا إلى تعريض أكثر من 45 ألف طن متري من المواد الغذائية للضياع، وهو أمر حيوي للسكان المحليين، كما أن مبانينا يجب أن تكون محمية من الغارات الجوية والهجمات الأخرى".

وشدد المسؤول في رسالته على أن "هذه الإجراءات تتعارض مع مبدأ التمييز وتنتهك الالتزام المنصوص عليه في القانون الإنساني الدولي العرفي الذي ينص على وجوب اتخاذ الاحتياطات الممكنة لفصل المدنيين والأهداف العسكرية".

ويرى مراقبون أن الوثيقة السرية تضع علامات استفهام عن طبيعة العلاقة بين المنظمات الأممية ومليشيا الحوثي ومعايير العمل الإنساني الذي تنتهجها.
وقال أحد المراقبين" إن هذه الوثيقة تعيد تسليط الضوء على الدور المشبوه الذي تلعبه المنظمة الدولية في هذا البلد، والأشخاص الذين يقفون وراء انحيازها لصفوف المتمردين".

واستهدفت مليشيا الحوثي خلال الأشهر الماضية ناقلات إغاثية ومنشآت تابعة لـ"الأغذية العالمي" في محافظة الحديدة دون أن يبدر من البرنامج أي اتهام صريح للمليشيا.

ففي نهاية شهر أغسطس الماضي، قال البرنامج في بيان له إن سائق شاحنة تابعة له أصيب بجراح خطيرة نتيجة إطلاق قذيفة استهدفت الشاحنة عندما كانت في طريقها لتوصيل مساعدات إلى حي التُحيتا، جنوبي الحديدة.

وفي وقت لاحق أكد المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي أن الشاحنة التي كان عليها لافتة واضحة تدل على أنها تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، حملت حوالي 30 طنا من المساعدات الغذائية، تكفي لحوالي ألفى شخص لمدة شهر واحد.

وأضاف المتحدث في تصريح صحفي منتصف ديسمبر الجاري أن قذيفة هاون أصابت أيضا مستودعا تابعا للبرنامج في مدينة الحديدة يسع لكمية من الطعام تكفي لمساعدة أكثر من 19 ألف شخص من المحتاجين.

واكتفى البيان الرسمي والمتحدث باسم البرنامج تصريحه باتهام من أسماها "مجموعة مسلحة مجهولة الهوية" بارتكاب الجريمتين المنفصلتين وإطلاق قذيفتي الهاون على الشاحنة والمستودع.

كما اقتحمت مليشيات الحوثي الإرهابية في 24 سبتمبر مخازن "الأغذية العالمي" في منطقة الحمادي بمدينة الحديدة وقال مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية " إن مليشيا الحوثي المقتحمة اعتدت على الحراسات الأمنية للمستودع واتخذت من المكان ثكنة حرب تحاشيًا لاستهدافهم".

هذه التصريحات والبيانات التي لم تتهم المليشيا بارتكاب الجرائم بحقها لاقت استياء واسعاً في اليمن ودول التحالف العربي وظهر جلياً في تصريحات رسمية لمسؤولين في الحكومة اليمنية.

وأظهر فيديو مصور بتته قناة المسيرة التابعة للمليشيا نهاية أغسطس الماضي قيام أحد عناصرها باستهداف ناقلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي كانت في طريقها لمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، مدعياً أنها تابعة لمن أسمتها "العدوان".

واستنكر وزير الإعلام معمر الإيراني في سلسلة تغريدات على حسابه بموقع تويتر تعمد بيان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، عدم إدانة ميليشيات الحوثي لاستهدافهم شاحنة تقل مساعدات إنسانية في اليمن، رغم وجود دليل قاطع على تنفيذهم الهجوم.