مع أطفال حيس "الأبطال".. صمود في مواجهة القذائف والقناصة

متفرقات - Monday 04 February 2019 الساعة 08:29 am
حيس/المخا، نيوزيمن، خاص:

يفاجئك أطفال مدينة حيس، جنوب محافظة الحديدة، وهم يلهون ويلعبون، في أحياء تتساقط عليها يومياً عشرات القذائف وطلقات الرشاشات، من مسافة لا تبعد عنها سوى نصف كيلو متر.

*أمطار من القذائف والرصاص

تسقط قذيفة ثم تتبعها الثانية والثالثة... ومعها تتساقط عشرات من طلقات الرشاشات، على أحياء وحارات مركز مدينة"حيس"، ويواجه الأطفال السيناريو اليومي الرهيب بشجاعة منقطعة النظير، دون أن يبرحوا أماكنهم المفضلة للعب واللهو، قبل أن يحين موعد عودتهم لمنازلهم بالتزامن مع أذان المغرب من كل يوم.

من هؤلاء الأطفال من استشهد في الشارع أو في منازلهم بالقصف الحوثي المتواصل، ومنهم من أصيب بجروح بين بليغة ومتوسطة وطفيفة، ومنهم من ينتظر ذات مصير سابقيه. ومع كل ذلك اختاروا البقاء في منازلهم وأحيائهم، ومواجهة مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً، وجرائمها وأسلحتها، بشجاعة نادرة، وممارسة حياتهم وقضاء شؤونهم بين أمطار من الرصاص والقذائف تتساقط عليهم ليلاً ونهاراً..

* 30 شهيداً ومصاباً

30 مواطناً من أبناء مدينة حيس، بينهم 18 طفلاً، استشهدوا وأصيبوا على أيدي مليشيا الحوثي الإرهابية، خلال فترة "وقف إطلاق النار في الحديدة" التي لم يمض على الإعلان عنها -دون تنفيذ- سوى شهر أو يزيد قليلاً.

* مشاهد حية

مراسل "نيوزيمن" في الساحل الغربي، زار أمس مدينة حيس، وشاهد بأم عينيه تساقط القذائف والرصاص على أحياء ومنازل المدينة، من مسافة لا تبعد عن المدينة سوى 500 متر تقريباً..

ومن هناك، من المكان الذي تتواجد فيه عناصر مليشيات الحوثي الإرهابية، تنطلق قذائف ورصاصات القتل والتدمير، نحو صدور الأطفال العارية، وعلى رؤوس النساء والرجال وهم في منازلهم ومزارعهم، وعلى قارعة الطريق وهم عائدون إلى منازلهم أو مغادرون منها باتجاه أعمالهم في الزراعة وغيرها من الأعمال التي يجاهدون في ممارستها، في سبيل توفير ما يسد رمقهم ورمق أطفالهم من خبز ونحوه.

*كوارث ومآسٍ..

وخلال زيارة مراسل نيوزيمن لـ"حيس" طاف مع عدد من أطفالها أرجاء المدينة، ليطلعوه على الكوارث والمآسي التي تخلفها مليشيات الحوثي الانقلابية، في مدينتهم يومياً، جراء استهدافها بمختلف أنواع الأسلحة، لا لشيء، سوى لقتل المزيد من الأطفال والنساء والرجال الأبرياء، وتدمير مساكنهم على رؤوسهم.

* بين القذائف

"محمد" و"زكي" و"عمر"... وآخرون من أطفال "حيس"، كانوا بين كل خطوة وأخرى نخطوها داخل المدينة، يشيرون بأصابعهم السبابة نحو ضحية من ضحايا مليشيات الحوثي، أو نحو منزل من المنازل التي لحق بها الدمار الكامل أو الجزئي، على أيدي المليشيات.

وقبل أن نصل إلى وسط "حيس" سقطت قذيفة بجوارنا، أصابتني بالذعر، لكنهم بقوا في حالتهم العادية دون أي تأثر، وبعد أن وجهوا لي بضع كلمات تطمين وتهدئة، أكدوا بأن سقوط القذائف وطلقات الرشاشات وغيرها من الأسلحة، على البشر والشجر والحجر في مدينتهم، لن يرهبهم أو يخيفهم، لأنهم خلقوا في "حيس" وفيها يحيون ويموتون، ولا مفر.. بل لا تفكير يراودهم للفرار من استهداف حياتهم وأملاكهم من قبل عصابة القتل والإرهاب.

هكذا وجدنا أطفال مدينة حيس.. لم يغيروا نمط حياتهم، بل ظل ذات النمط المعتاد يمارس من قبلهم: تعليم.. ولهو ولعب.. ويتذكرون رفاقهم الذين قضوا ومضوا بقذائف القصف ورصاصات القناصة المتربصين من أماكن قريبة.