"عبدالله عبده".. يمني اغترب في المملكة أقنعنا أنه تزوج بسميرة توفيق وانتهت حياته نازحاً

متفرقات - Friday 12 April 2019 الساعة 09:31 am
عدن، نيوزيمن، فاروق ثابت:

كان عبدالله عبده شاباً أنيقاً يمعن تسريح رأسه ب"مشطة الجمب"، لافّاً شعره الجميل بطريقة الموضة الشبابية، قبل عقود، وهو يرتدي قميصه الضيق المفتوح أعلى الصدر، وبنطاله ذا فتحة القدم الأكثر اتساعاً المثبت على خصره بحزام عريض ذي مقدمة حديدية كبيرة تنتصف أسفل بطنه..

غاب عبدالله لسنوات بعد أن لقي فرصة للاغتراب في المملكة العربية السعودية وبعد عودته لم نكد نعرفه وقد جعلت السمنة ملامحه أكثر وسامة وبياضاً وحمرة، بعد أن كان نحيلاً وشبه أسمر..

كنا أطفالاً، حينها، وهو يمعن المزح معنا ويهبنا "حق الجعالة" بعد أن جرت الفلوس بيده إزاء الاغتراب..

لم نكن نعرف الفن، حينها، ولا الفنانين خلا أغانٍ قديمة للفنانة سميرة توفيق وهي شابة فائقة الجمال تصدح من تلفاز أحد الجيران بالقرية بتسجيل الأبيض والأسود، كأغنية "صبوا القهوة" التي كنا نرددها مراراً.

لكن الشاب عبدالله عبده فاجأنا بعد عودته من السعودية وهو يحمل صوراً له بمعية الفنانة سميرة توفيق، وبعد الحاحنا عليه:
هل هذه فعلاً سميرة توفيق؟!
يجيب: نعم.
وقال إنه تصور معها أثناء زواجه لها ثم طلقها بعد أن قرر المغادرة إلى اليمن، وهو الرجل الذي كان يطلق على السيارة "متسوبيشي" كلمة "فُتِّي رُشِّي"، ولا ندري هل على سبيل الكوميديا أم أنه لا يستطيع نطق الكلمة حتى يحولها إلى فعل باللهجة اليمنية لكلمات "فتوت ورشوش".

ظل الأمر يدور في خلدنا كثيراً إنه تزوج سميرة توفيق، خاصة وأن عبدالله أثبت ذلك بالصور رغم تأكيد الأهل لنا بأن ذلك مجرد كذبة..

لكن فيما بعد ونحن كبار عرفنا أن عبدالله عبده كان معجباً جداً بسميرة توفيق حد طلبه للاستديو خدمة دمج الصور هناك في المملكة، فتم دمج صوره مع صور أخرى للفنانة سميرة لتوحي كأنه تصور معها، وهي الخدمة التي دخلت عالم التصوير في اليمن فيما بعد، وإن كانت بدائية وباللونين الأسود والأبيض أيضاً..

عبدالله عبده، ذاك الشاب اليافع، هو في سن المشيب الآن، وغير مهتم نهائياً بخبر وفاة سميرة توفيق الذي تداولته كثير من المواقع الإخبارية بالأمس، ثم ما لبثت أن أعلنت أنها مجرد شائعة وأن الفنانه بصحة جيدة..

فعبدالله الآن نازح معزول عن العالم في منطقة نائية لا يفكر إلا بلقمة العيش والهروب من نيران المتحاربين.