المخا بعد جلاء الأتراك ”بدرٌ ضحكا“.. العصر الذهبي لمدينة القصور والميناء الرئيس لليمن و"كافي موكا"

المخا تهامة - Tuesday 23 April 2019 الساعة 12:35 am
المخا، نيوزيمن، كتب/ عادل حسين:

الحلقة الأولى: 
تاريخ المخا أو "مخن" الحميرية.. مدينة التجارة حكم أهلها سواحل أفريقية باسم أمير المعافر في عهد الملك "كرب إل"

.. من عام 1045هجرية -1635م بعد جلاء الأتراك، أخذت المخا تستعيد حياتها كمركز تجاري. وقد أرخ المؤرخون ذلك العام بلفظ ”بدرٌ ضحكا“.

وبلغت المخا أوج ازدهارها في القرن السابع عشر الميلادي حتى القرن التاسع عشر كانت المخا المركز التجاري المشهور على البحر الأحمر وعلى ساحل العربية السعيدة كميناء رئيس لليمن.

ومن هذا المرفأ تجددت حضارة اليمن بتجارة البن اليمني كافي موكا caffee mocha وكان البن السلعة الرئيسة الرائجة وقتئذٍ في المخا، وعبر ميناء المخا انتشر إلى جميع أنحاء العالم، وبدأ البن ينتشر استعماله في أوروبا إلى حد أن بلاد العرب أصبحت في نظر الغربيين، في القرن الثامن عشر الميلادي، بلاد البن، وأخذت المنافسة في تجارته تزداد حدة بين شركات الهند الشرقية الأوروبية، وعرف عندهم بكافي موكاي بن المخا، فقد كانت المخا الميناء الرئيس المصدر له حتى عام1835م.

وعندما عرف الغرب البن اليمني (كوفي موكا) ومذاقه الراقي اشتد التطاحن عليه بين الدول الأوروبية عن طريق شركاتها اللاتي كانت تسمى بشركات الهند الشرقية، وتم إنشاء القنصليات التجارية والمراكز التجارية بالمخا في عام 1616 تم إنشاء المركز الهولندي التجاري بالمخا، وفي عام 1618م أسست شركة الهند الشرقية البريطانية فرعها في المخا حتى عام 1820م، وفي عام 1709م أنشئ المركز التجاري الفرنسي بالمخا.

وفي تلك الفترة، أي ما بين عامي 1045هجري -1635م و1250هجرية – 1834م بلغت المخا أوج ازدهارها وعاشت عصرها الذهبي، فبنيت بها القصور الشامخة الفخمة والمساجد ذات المآذن المرتفعة المزخرفة وأخذ الطابع المعماري الزي الهندي إلى جانب الهندسة المعمارية الإسلامية المميزة عن غيرها.

وأنشئت بها المتاجر الكبرى ومفارج تدل على الثراء فأبواب وشبابيك (رواشين) المنازل والقصور والمتاجر والدوائر الحكومية زُخرفت ونُقشت في قوالب فنية بديعة وزينت جدران المنازل والمنارات (مآذن) المساجد والجوامع تزيناً جميلاً ظهرت بطابع معماري متميز وشخصية متميزة عن غيرها في جميع أنحاء العالم.

فمنارة جامع الشاذلي، ومثلها كانت منارة الجامع الكبير التي قصفت بالمدافع الإيطالية 1913 البريطانية عام1911 ذات الشكل المخروطي وبزخارفها ونقوشها المميزة لا يوجد لها مثيل ليس في اليمن بل في العالم أجمع، فضلاً عن ارتفاعها الشاهق الذي يزيد عن 30 متراً، وكانت المدينة لها سور يحيط بها ذو أربعة أبواب وسبع قلاع بني عام 1628م.

لكن معظم تلك المآثر والمباني والصروح الفخمة الشامخة أصبحت أثراً بعد عين، وذلك لعدة عوامل منها طبيعية ومنها سياسية ومنها اجتماعية ومنها حربية ومنها اقتصادية ومنها ثقافية بعدم وجود الوعي الأثري بأهميتها.. ونوجز تلك العوامل في الآتي:

■ في عام 1097هجرية – 1686م تعرضت المخا لزلازل بعد انفجار بركان جبل جزيرة زقر التي تقع شمال غرب المخا.

■ في عام 1738 قصفت المدفعية الفرنسية المخا بسبب خلاف بين الإمام الحسين بن القاسم وشركة الهند الشرقية.

■ في عام 1771 قصفت المخا بالمدافع البريطانية.

■ في عام 1235هجرية -1820م قصفت المدافع البريطانية مدينة المخا انتقاماً لما حدث في عام 1817 من هجوم من قبل جنود الإمام على دار المقيم البريطاني في المخا وإهانة أحد موظفيها.

... يتبع