نعمان: استهداف السفن في الإمارات وتبجح طهران نتاج إيقاف معركة تحرير الحديدة

المخا تهامة - Tuesday 14 May 2019 الساعة 08:53 pm
عدن، نيوزيمن:

قال السياسي اليمني وسفير اليمن في لندن ياسين سعيد نعمان، إن إيقاف تحرير الحديدة ومنع استعادتها من أيدي الحوثيين كانت عملية خارج المنطق الذي يطالب بإنهاء الحرب، مشيرا إلى أن ذلك الإيقاف قلب موازين المعركة والأمن الإقليمي والحل السياسي رأساً على عقب.

وأكد نعمان أن إيقاف معركة تحرير الحديدة وسواء كانت محسوبة سلفاً بهذا المحتوى، أو أنها فقدت عناصر زخمها في مرحلة معينة، كانت نقطة تحول سلبية في المسار نحو استعادة الدولة، وما سيؤدي إليه ذلك من تداعيات على أكثر من صعيد..

وقال نعمان إن المعركة بهذا التحول فقدت الإيقاع الذي كانت تتحرك به نحو إنهاء الحرب وتحقيق السلام الذي يتطلع إليه اليمنيون، حيث تحول المسار العام للمعركة بصورة بدا معها أن الاندفاع نحو استعادة الدولة قد فقد قدراً كبيراً من شروطه.

وأضاف نعمان، إن إيقاف معركة الحديدة مكن الحوثيين، ومن خلفهم الإيرانيين، من إعادة بناء استراتيجيتهم القتالية واختيار ميادين القتال بدرجة كبيرة من الاطمئنان إلى أن الجبهة التي كانت تستنزفهم وتشكل المصدر الحقيقي لكسرهم قد تجمدت، ولم يعد هنالك ما يشكل مصدر إزعاج لهم بعد أن تكفل المجتمع الدولي بحراسة هذا الوضع بإعلان السويد.

وقال نعمان، وعلى النحو الذي شاهدناه في الرحلات المكوكية للمبعوث الأممي بحثاً عن وسيلة لإقناع الحوثيين بالانسحاب من ناحية ومساومة الشرعية والتحالف من ناحية أخرى، واجتماع اللجنة الرباعية، وأخيراً الإعلان عن إعادة الانتشار من طرف واحد في بادرة لم يشهدها العالم منذ أن أسس القانون الدولي تشريعاته في فك المنازعات.

وأشار إلى تجاهل الطرف الآخر في التسوية بتلك الصورة التي راح أحد المسئولين الأمميين فيها يردد بدون اكتراث "أن الحكومة اليمنية ستنفذ التزاماتها عندما يطلب منها ذلك"، غير مكترث للاعتراضات التي أعلنتها الحكومة.

وقال نعمان إن ما شهده بحر العرب، وفي المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، من تفجير للسفن السعودية، وتبجح إيران ووكلائها ممن لمحوا وصرحوا وأعادوا تصريحات ظريف، التي أطلقها في أمريكا بشأن أن الحرب "ستشمل الجميع"، هي واحدة من تداعيات هذا الوضع الذي نشأ في الحديدة باعتباره مكسباً ذا قيمة جوهرية للمشروع الإيراني، رغماً عن كل ما تردده الدبلوماسية العالمية ذات الارتباط الوثيق بالوضع في اليمن من تطمينات.

وأكد نعمان أنه لابد أن نعترف أننا خسرنا من أيدينا أهم عنصر في معادلة القوة والمواجهة مع المشروع الإيراني في هذه البقعة من ميدان المعركة الواسع، وإزاء هذا الوضع لن يقف هذا المشروع بزخمه الذي اكتسبه من هذا التحول الخطير في النطاق الجيوسياسي الذي تدور فيه المعركة.

وقال نعمان إن فائض القوة التي وفرها للحوثيين تجميد معركة الحديدة نقلته إلى أفق أوسع، موظفاً الذرائع الناشئة عن صراع إيران مع الولايات المتحدة الامريكية لأسباب ظاهرها المشروع النووي وباطنها إعادة صياغة التحالفات الاستراتيجية في آسيا والشرق الاوسط مع ما توفره روسيا والصين والهند من ديناميات مقاومة للسياسة الأمريكية وما يراود أوروبا من مخاوف بشأن مجاهيل السياسة الأمريكية في ظل إدارة ترمب.

وأضاف نعمان، على صفحته في فيس بوك، إن الحديث عن السلام الذي يحقق الأمن والاستقرار في اليمن في ظل دولة آمنة وقوية ومستقرة يصبح ضرباً من الخيال في ضوء ما أسفرت عنه المتغيرات التي أحدثها انتزاع الحديدة من معادلة فرض السلام الذي كان يمكن أن تنشأ عنه دولة بهذا المفهوم.

وقال، فما الذي يا ترى يجعل الحوثيين يقبلون الآن بمثل هذه الدولة وقد كانت متاحة بمخرحات الحوار الوطني وهم في هذا الوضع الذي جعلهم يتحدثون عن إعادة انتشار من طرف واحد؟