8 شباب يمنيين تحت قبضة مافيا التهريب في الجزائر

متفرقات - Saturday 18 May 2019 الساعة 07:11 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

خاطر الكثير من الشباب اليمني مؤخراً بأرواحهم وأموالهم -ولا يزالون- بمغامرة أقرب للانتحار بغرض وصولهم إلى أراضي أوروبا وطلب اللجوء، في رحلة من الممكن أن تطول لشهر أو أكثر يواجهون فيها كل المخاطر وكل أسباب الموت.

منذ بداية شهر مارس إلى اليوم و8 شباب يمنيين محتجزون لدى مهربين جزائرين بسبب خيانة أحد الشباب اليمنيين لبقية رفقاء هجرته والذي كان معهم في رحلة الموت، في بداية الأمر انطلق الشباب من مصر إلى موريتانيا ومن ثم إلى مالي وبعدها إلى الجزائر بغرض الدخول إلى المغرب الدولة المحاددة لدولة إسبانيا الأوروبية.

تعاون المهرب وخيانة الصديق

قالت مصادر مقربة من الشباب المحتجزين لنيوزيمن، إنه فور وصول الشباب إلى إحدى مدن الجزائر الحدودية مع المغرب استقبلهم المهرب في بيته وعندما علم أنهم يمنيون تعاون معهم وأحسن ضيافتهم في بيته.

وأضاف المصدر: بعد أن تم الاتفاق على مبلغ التهريب 1000 دولار على الفرد الواحد اتضح أن خمسة من الشباب اليمنيين لا يمتلكون المبلغ واتفقوا مع المهرب أنهم سيتواصلون مع أهاليهم وسيتم إرسال المبلغ للمغرب فور وصولهم إلى أراضيها كون الجزائر ليس بها أي شركة تحويل.. وافق المهرب وكلف الشباب اليمني واحدا منهم.. رفيق رحلتهم المدعو فرسان العامري.

وبحسب المصدر فإن المهرب أوفى بالاتفاق وقام بإيصالهم إلى المغرب ووضعهم ببيت، وبعد ذلك طلب الشباب من أسرهم إرسال المبلغ، وعندما وصل المبلغ ذهب الشاب المكلف من الشباب لاستلامه، مؤكدا أنه استلم المبلغ وقدره 5000$ ثم أغلق هاتفه واختفى بعد ذلك.

الصدمة واكتشاف الخيانة

بعد المحاولات العديدة للتواصل والوصول للمدعو فرسان العامري اتضح أنه غادر إلى إسبانيا وبحوزته كل النقود التي كان الشباب اليمني سيسلمها للمهرب.

الأهدل... غريق أحلامه

وقال المصدر إنه بعد علم المهرب بالأمر قال لهم بصريح العبارة: أنا عاملتكم تعامل الرجال ولكنكم لم تفوا بوعودكم، وشعر بالغدر من الجميع، وقام باحتجاز الجميع في ذلك البيت وانقطعت كل وسائل التواصل معهم.

السفارة اليمنية وتفاعلها مع الموضوع

قال مصدر لنيوزيمن، في السفارة اليمنية، فضل عدم ذكر اسمه، إنهم قاموا بالتواصل مع الخارجية الجزائرية بخصوص هؤلاء المحتجزين، ولكن الخارجية الجزائرية ردت أن الموضوع ليس بيد السلطة الجزائرية ولا تستطيع فعل شيء كون الشباب اليمنيين دخلوا بطريقة غير شرعية وكونهم في بلاد أخرى الآن.

وأوضح المصدر أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه بها السفارة المشاكل التي يوقعوها بها الشباب اليمنيون الذين دخلوا بطرق غير شريعة وأن السفارة تسعى دائما للإفراج عنهم والتعاون معهم.

وبحسب المصدر فإن هناك عددا من الشباب اليمنيين الذين أمسكت بهم السلطات الجزائرية وكانوا يريدون ترحيلهم ولكن السفارة طلبت منهم أن يروا لهم حلولا أخرى كون بلادهم اليمن تمر بحرب وليس من العقل أن نعيدهم لها.

وأكد المصدر أن السلطات الجزائرية كانت تتعاون بشكل كبير مع اليمنيين ولكن عندما تكرر أمر الدخول غير الشرعي إلى الجزائر من جنسيات أخرى غير اليمن شددت السلطات الجزائرية على هذا الموضوع.

تنويه:

من جانب آخر نشرت السفارة اليمنية في الجزائر على صفحتها في الفيس بوك، تنويها لأولياء امور الشباب اليمنيين ناصحين لهم بعدم الزج بأولادهم الى مغامرة الموت، حسب وصفهم للتهريب.

وأوضح التنويه أن السلطات الجزائرية أصبحت تتخذ إجراءات حازمة بشأن هذا الموضوع وتقوم بترحل كل من وجد على أراضيها دون إشعار السفارات بشكل عام، وبهذا لا يتم إشعار السفارة إلا من قبل أهالي المحتجزين وليس من قبل الجهات الحكومية.

وبحسب التنويه فإن السفارة بذلت جهودا كبيرة في متابعة الحالات المذكورة سابقاً ونجحت في الإفراج عن العديد من المواطنين اليمنيين.

وأشار التنويه إلى أن البعض يطالب في تدخل السفارة بجوانب سيادية تطبقها الدولة للحفاظ على أمنها القومي، مؤكدا أن هذا ما يعتبر خارج حدود الأسس الدبلوماسية لدى دولة الابتعاث.