مأساة 120 أسرة تعاني الفقر والتشرد وتعتاش على بيع الحطب بالخوخة

المخا تهامة - Sunday 28 July 2019 الساعة 09:34 am
المخا/الخوخة، نيوزيمن، خاص:

لم يكن الصوت القادم من أحد أحياء مديرية الخوخة لامرأة صبغت الشمس لون بشرتها بالسمرة وهي تحمل على رأسها حزمة من الحطب، سوى تعبير عن الألم الذي يخفي خلفه مأساة نحو 120 أسرة تعيش حياة الفقر والتشرد.

لقد كان صوتاً مثقلاً بأوجاع وهموم لا يمكن حصرها ويخفي خلفه قصصاً حزينة يعيش تفاصيل حياتها المؤلمة عشرات الأسر ممن يطلق عليهم محلياً بالمقاحطة.

أنجبت زكية نحو سبعة من الأبناء، وبعد وفاة زوجها في انفجار لغم حوثي اضطرت إلى تحمل مسؤولية توفير القوت اليومي لأطفالها.

تذهب زكية صباحاً إلى شرق المديرية وتقطع ما يقارب اثنين كم لجلب حزمة من الحطب ثم تعود لبيعها وسط أحياء المدينة علَّ ذلك يدفع عن أطفالها وطأة الجوع حتى وإن كان ليوم واحد.

يبلغ سعر تلك الحزمة نحو ألف ريال، وفي أحسن حال 1500 ريال، لتشتري لأطفالها بعضاً من الدقيق والسكر، إنها تسعى بمشقة لإبعاد شبح الجوع عنهم ليوم واحد على أن تبدأ اليوم التالي رحلة مليئة بالأوجاع والحرمان والقهر.
 
زكية التي تبدو في الثلاثين من العمر تختزل مأساة 120 أسرة ممن يطلق عليهم محلياً اسم المقاحطة، حيث يتقاسم أفرادها الشقاء ويعيشون على هامش الحياة في أكواخ بُنيت من الطين والقش. 

لم يترك متنفذو أراضي العقار حالهم، رغم فقرهم ووضعهم المعيشي المزري، وذلك طمعاً في الأراضي التي بنوا فيها أكواخهم البسيطة فتم طردهم من أماكنهم مرات عدة.

لا يمتلك أولئك الأشخاص من يدافع عنهم، كما لم توفر لهم السلطة المحلية الحماية، ولذا يستسلمون لمتنفذي العقارات فيغادرون أماكنهم بصمت إلى باحات أخرى، وبعد أشهر يعود إليهم الطامعون فيطالهم الطرد مرة أخرى، وكلما بعدوا عن الأماكن التي يحتطبون منها زادت مشقة الوصول إليها. 

لا تقتصر معاناتهم عند ظروف العمل الشاقة بجلب الحطب من أماكن بعيدة ليباع بأسعار زهيدة، ولا بنوعية الطعام الذي يتناولونه، ولكن هناك أيضاً مخاطر أخرى هي الألغام الأرضية.

فالأماكن التي يجلبون منها الحطب مليئة بالألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي، ولأنه لا سبيل لهم في كسب الرزق، فإنهم يجبرون تحت وطأة الحاجة على المخاطرة بأنفسهم، مما أدى إلى وفاة البعض منهم وإصابة آخرين في انفجار تلك الألغام.

مأساة المقاحطة لا تتوقف عند فقرهم وعوزهم إنما تنكُّر المجتمع لهم وعدم تقبل الوضع الذي يعيشون عليه، وكأنهم مسؤولون عن حياتهم المليئة بالفقر والقهر والتشرد.