دور ثوار الساحل التهامي في 26 سبتمبر(2): محمد الأهنومي

المخا تهامة - Thursday 19 September 2019 الساعة 11:17 pm
نيوزيمن، كتب/ أ.د عبدالودود مقشر:

ينتمي محمد أحمد سليمان الأهنومي إلى أسرة غنية تعاطت التجارة ومارست السياسة، وفي 1366هـ / 1947م تم ابتعاثه ضمن بعثة الأربعين مع ثلاثة من أبناء تهامة، منهم: حسن مكي، وإبراهيم صادق، فدرس بلبنان في مدرسة المقاصد الإسلامية الخيرية في منطقة صـيدا، ثم انتقلت بعثة الأربعين إلى مصر ومعهم الهنومي لاستكمال الدراسة في ثانوية حلوان ثم التحق مع زميله عبدالله جزيلان بالكلية الحربية في 1373هـ / 1954م، وقد تخرجا معاً في 1376هـ / 1957م، وعاد الهنومي إلى بلاده وانخرط في تنظيم الضباط الأحرار، وعمل على نشر التوعية بين الجماهير والمطالبة بالانعتاق من النظام الإمامي والعمل لقيام الثورة والجمهورية، اعتقل لأول مرة أثناء تدريسه بالكلية الحربية، وذلك نتيجة اعتقاد الإمام أحمد أن الهنومي يعد العدة لمخطط لإعلان الثورة والجمهورية وفصل من عمله في 1378هـ/1959م، وعاد للعمل كضابط في إدارة أمن اللواء في1381هـ / 1960م، فلما وقعت عملية العلفي كلفه الإمام أحمد بمتابعة العلفي والقبض عليه أو قتله، فخرج بدبابة ولكنه رفض إطلاق النار بحجة أن الموقع الذي اختبأ فيه العلفي يقع وسط منازل آهلة بالسكان في حارة السور، فاعتقل لعدم تنفيذ الأوامر الموكلة إليه واعتقل مع اللقية يوسف هبه والرعيني وحسين المقدمي ومحمد اليازيلي وغيرهم في دار البوني –القصر الجمهوري حالياً– وسجن لمدة أسبوعين بالحديدة، ثم نقل إلى تعز ومكث معتقلاً سنة كاملة، لكن المقدمي ذكر في مذكراته ما يلي: (فذهب معهم إلى القصر لأنه كان في إجازة ولم يعلم بالحادث إلا بعد وقوعه، فذهب إلى الأمن على أنه تحت الخدمة على أساس أنهم تعلموا هكذا أن الضابط الذي يكون في إجازة ويسمع بوقوع أحداث عليه أن يسلم نفسه لأقرب مركز شرطة ويكون في الخدمة، فأمروه بالالتحاق مع من ذهب لإلقاء القبض على أحد الجناة، فذهب إلى هناك ثم كلفوه أن يذهب مع الأخ ضابط ميناء الحديدة لإيصال مصفحة ليتمكنوا من إلقاء القبض على العلفي، فذهبوا إلى الضابط العفاري ضابط المقام وطلبوا مصفحة لا أدري ممن لأن البدر كان غائباً ولم يصل إلا في اليوم الثاني.. فأعطوهم مصفحة ولكنها توقفت خارج القصر بسبب تعطل البطارية، فرجع الأخ محمد الهنومي يريد مصفحة ثانية لأن تلك توقفت خارج المقام وبحدة وحركة سريعة فتوهم العفاري في هذا الضابط وقال غريب يريد مصفحة ثانية لماذا؟ ولم يصدق أن الأولى توقفت وإنما ذهب فكره إلى أنه ربما يكون من المتآمرين ويريد أن يسحب مصفحة أخرى، فدخل على عبدالملك العمري ومن كان هناك وأخبرهم بحركة هذا الضابط، فأخبروا الإمام، فقال الإمام: كيف هذا الضابط؟ فقالوا له ضابط طويل أسود، فقال الإمام نعم لقد لاحظت مثله كان يطلق الرصاص طويل وأسود، وأمر بإلقاء القبض عليه، وحبسوه)، فكانت (التهمة تحركاته غير العادية عقب إطلاق النار على الطاغية أحمد)، ثم أفرج عنه فعاد لعمله الوطني وكان ضمن خلايا التنظيم السري للضباط الأحرار، وكانت لهذا التنظيم خلية بالحديدة برئاسة عبدالله السلال، وعند قيام الثورة قام بمطاردة البدر حتى صعدة.

>  دور ثوار الساحل التهامي في 26 سبتمبر : يوسف الشحاري

ملخص لترجمة حياته:
محمد أحمد سليمان الهنومي، من مواليد حارة الشحارية بمدينة الحديدة 1353هـ / 1934م، تلقى دراسته الأولية في مدرسة الشريف في حارة السور، ثم انتقل إلى المدرسة السيفية، ودرس ضمن بعثة الأربعين بلبنان 1366هـ / 1947م، ثم نقل لحلوان بمصر لإكمال الثانوية، ودخل الكلية الحربية 1373هـ/1954م حتى 1376هـ/ 1957م بعد أن حصل على بكالوريوس علوم عسكرية تخصص مدفعية، عمل مدرساً بالكلية الحربية بصنعاء، انخرط في تنظيم الضباط الأحرار، اعتقل وفصل من عمله، فاتجه للزراعة ثم عاد كضابط في إدارة أمن اللواء في 1379هـ/ 1960م، واعتقل عقب عملية العلفي لمدة عام بتعز، ثم أفرج عنه في 1381هـ/1961م وعاد للعمل بالكلية الحربية وأعاد نشاطه السياسي، فرجع للعمل في تنظيم الضباط الأحرار، وعندما قامت الثورة كان في صنعاء ليكون ضابط أمن الثورة بصنعاء وكلف بملاحقة الإمام المخلوع محمد البدر واستمر في مطاردته حتى هرب إلى صعدة وتابع أتباع الإمام وسجنهم، وتشكل مجلس الثورة وشغل فيه منصب رئيس أركان القوات المسلحة.

تقلد مناصب عدة منها: منصب وزير الدفاع، وبعدها وزير الأشغال، ثم وزير الداخلية، وأخيراً مفوضاً بالقاهرة.

وكان قد غادر البلاد في 1386هـ / 1967 إلى مصر وطلب اللجوء السياسي وحصل عليه.

ومن أهم إنجازاته إصدار قانون منع حمل السلاح، وإنشاء قوات الأمن المركزي.