مقلاية الزريقي.. عبق الماضي يعانق الحاضر

متفرقات - Saturday 28 September 2019 الساعة 08:54 am
عدن، نيوزيمن، محمد جسار:

ها هي روائح الحبوب والبهارات تتداخل مع بعضها، وكأنها تنطق الأصالة برائحة نافذة، يستنشقها المارون، فتغوص الروح بانسجام تام مع عبق حبات البُن والتي تخرج من القلاية التركي كما يُخبرنا عز الدين سعيد، أحد العمال في مقلاية الزريقي.

يقول عز الدين سعيد لنيوزيمن: "أعمل في مقلاية الزريقي حوالى 25 سنة، في تحميص حبوب البُن والزعقة واللوز والدُبى، ونحن نشتري هذه الحبوب من السوق والتي هي في الأصل مستوردة من خارج اليمن، من السودان واريتريا، نضع الحبوب في داخل القلاية التركي وتقوم بدورها بتحميص الحبوب لمدة نصف ساعة تقريباً نضع حبوب البُن الخضراء في داخلها وتخرج هذه الحبوب حمراء وصفراء وتميل إلى اللون الداكن أيضاً."

مقلاية الزريقي، والتي تُعد الأقدم في الشيخ عثمان، رفوفها الخشبية، وهيكلها القديم ولوحتها المكتوبة بخط اليد، وكأنها تعبر بكَ في آلة الزمن إلى الماضي الجميل.

يقول آدم عباس الزريقي: الأسعار هذه الايام غير ثابتة عكس زمان، ومع تدهور العملة تزداد الأسعار في الارتفاع والإنتاج المحلي ضعيف للحبوب، لذلك نضطر لأخذ الحبوب المستوردة، والحمد لله العمل جارٍ على قدم وساق.

الحاج محمد علي الميسري شرح أسباب تفضيله للقدوم لمقلاية الزريقي، وقال في حديث مقتضب لنيوزيمن: "من الثمانينات وأنا أتعامل مع مقلاية الزريقي، لعملها الجيد والأمانة في العمل، حتى لو نسيت شيئاً لك في المقلاية، تعود بعد عدة أيام لتجده في مكانه". 

مقلاية الزريقي تحاكي الماضي في حضور الحاضر، فالزبائن القدماء من الثمانينات يتعاملون معها دليل حيّ على تفوق العمل الأمين على غيره من العمالة، ولذلك علينا أن نستلهم من تجربة مقلاية الزريقي بعض الثمار والتي تقودنا إلى العمل المخلص الأمين والذي يستمر لعشرات السنين بسمعة جيدة دون أي خللٍ أو انتقاصٍ في العمل.