"إسراء" و"صامد".. حكاية حُب وظلم تكشف وجع تعز من مليشيات الحوبان ودولة المقر

متفرقات - Wednesday 23 October 2019 الساعة 09:56 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

هناك جانب آخر أكثر وجعاً في قضية صامد العامري الذي تعتقله مليشيات الحوثي الكهنوتية منذ 4 أعوام، لأنه خرج ذات يوم إلى الحوبان ليوزع على الفقراء والمشردين مساعدات إنسانية.

هذا الجانب هو كيف صمت نشطاء تعز كثيراً عن الحديث حول مأساة صامد كإنسان وكناشط هو زميل وصديق لقطاع كبير من أصوات تعز التي تتواجد على منصات التواصل الاجتماعي.

فضحت إسراء وهيب، حبيبة صامد، طوابير من المشغولين بالحملات على عدنان الحمادي وطارق عفاش وهلال الإمارات، في وقت لا يعلم كثيرون شيئاً عن مأساة صامد.

قبل أن تصبح قضية صامد خلال الساعات الماضية حديث منصات التواصل الاجتماعي، كتبت إسراء، حبيبة صامد، منشورات كثيرة تقطر حباً ووجعاً على صفحتها في فيسبوك، غير أن لا أحد حتى ساهم في مشاركة المنشورات حتى من باب الإعجاب بعاطفيتها الباذخة.. من فتاة يمنية تكتب لخطيبها القابع في زنازين مليشيا الكهنوت الحوثية.

إسراء الطبيبة، التي تخرجت من كلية الطب وتستعد لمداواة وجع المرضى بقلبها المفطور وجعاً على حبيبها، كانت تتمنى أن تتقاسم مع صامد فرحة التخرج كما تقاسما الحب والوفاء.

ولكي يكون صامد حاضراً في قاعة الاحتفال بتخرج حبيبته الطبيبة وضعت صورته على جوالها وفتحت شاشة الهاتف ليري الجميع أن صامد موجود في الحفل كما هو موجود في القلب.

تلقف نشطاء تعز ورواد منصات التواصل صرخة إسراء المدوية وهي ترفع صورة صامد وكأنها تريد أن تقول للمليشيات الحوثية إنها صامدة بانتظار صامد، ولسلطات تعز التي تبادلت أسرى مع المليشيات وتركت صامد 4 سنوات خلف القضبان، لأنه وزع مساعدات إنسانية للمحتاجين.

إسراء التي أشعلت حملة واسعة للتضامن مع صامد كأن لسان حالها يقول: أنتم مشغولون بقضايا وملفات جانبية وتركتم مركز الظلم والقهر والتسلط، مليشيات الحوثي، وصلت حد صدور مناشدات من قيادات مقربة من المليشيات للإفراج عن صامد.

صامد نموذج واحد لمئات بل آلاف القابعين ظلماً وتجبراً في زنازين المليشيات من أبناء تعز تناستهم سلطات الإصلاح وأصوات الإصلاح الذين يشعلون كل يوم معركة جانبية ويتركون جرائم مليشيات الحوثي بحق أبناء تعز.

أوصلت إسراء رسالة قوية للعالم أجمع بأن هناك إنساناً مسجوناً ظلماً لدى المليشيات، بينما تسكت الأصوات الأقوى حضوراً في تعز عن مناصرة المسحوقين تحت حوافر نازية الحوثية بالحوبان أو سجون الإصلاح السرية في داخل المربعات المحررة وسط المدينة.

ومن يتجرأ من المحسوبين خارج جيش المقر الإلكتروني أن يناقش موضوعاً عن مخفيين قسرياً داخل تعز المحررة أو في تعز المستعمرة من الحوثيين، سيجد نفسه ربما رقماً يضاف إلى قوائم المخفيين والمسجونين لدى الحوثيين في الحوبان أو الإصلاح في شارع جمال.

صامد العامري في سجون المليشيات في مستعمرة الحوبان، ورفيقه أيوب الصالحي مخفي في السجون السرية لدولة المقر في شارع جمال.. وبين جبروت مليشيات الطرفين كانت إسراء صوتاً هادراً بدد سكون جيش المقر الإلكتروني.