زيارة ضريح مكتشف القهوة ومسجد الشاذلي في حكايات الحاج علي المخاوي

المخا تهامة - Saturday 23 November 2019 الساعة 02:37 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

استيقظ الحاج علي المخاوي على أصوات أناس آتية من جهة ضريح وجامع الشاذلي، فقام ووقف قبال الروشان وفتح النافدة ونادى على زوجته، يا أم البنين، تعالي وانظري ما هذه الجلبة الآتية من جهة الشاذلي، إني أرى أناساً يحملون الرايات، وأناساً تضرب بالدف والطبول، وأناساً تنشد القصائد، وأناساً آخرين يمتطون الخيل والجمال يتسابقون عليها (ذكرني بسباق الهجن الذي يجريه المخاويون كل عام في الأعياد الصغير والكبير حتى اليوم الثالث من كل عيد وما نسميه بالطاسة)، لكن اليوم ليس يوم عيد.. ما هذا؟ أخبريني يا أم البنين. 


فضحكت الزوجة وقالت أنسيت يا بعلي أن اليوم هو يوم الخامس عشر من صفر.


فيرد الحاج علي، نعم أدري أنه اليوم يوم الخامس عشر من صفر، لكن ما علاقة التاريخ بما يجري قبالة جامع وضريح الشاذلي.


يا زوجي العزيز، إن أبناء المخا يحتفلون في مثل هذا اليوم من كل سنة بزيارة الشاذلي تعظيما وتشريفا له وبما قدمه الشاذلي للمدينة والصوفية فيها.


أنسيت يا زوجي أن الشاذلي هو مكتشف القهوة وأن المخا نسبة إليه وعرفت باسمه، فيقال (بندر الشاذلي).


طيب ولماذا تحديدا في هذا اليوم دونا عن غيره؟ فترد الزوجة: في الحقيقة اختلف حول هذا اليوم فالبعض يقول إنه في مثل هذا اليوم كان قدوم الشاذلي للمخا للعيش فيها ونشر الطريقة الشاذلية فيها فعاش فيها حتى مماته، والبعض الآخر يقول إن هذا اليوم هو يوم ميلاده ولهذا يقام الاحتفال.


فيسكت الحاج علي ليشاهد مظاهر الاحتفال من الروشان وفجأة يسأل زوجته: لكن انتظري.. ما هذا؟ إني أرى أناسا يلبسون العمائم والزنن القصيرة ذاث اللسان الأمامي والخلفي والبنطلونات وكأنهم هنود لو أنهم من أهالي زبيد فالشاذلي من القرشية بزبيد.


ولو أنهم من المغرب أو أرض الكنانة، فالشاذلي قد مكث ردحا من الزمان فيهما لتعلم الطريقة الصوفية الشاذلية وانتسب إليها ونشرها في مصر، وإلا هو اسمه أبوعمر حسن الشاذلي القرشي بن دعسين.


ولو أنهم أحباش، فالشاذلي مكث بالحبشة ونشر التصوف الشاذلي فيها ومن حب الأحباش له ولطريقته المثلى في التعبد والخلوة قد بنوا له عندهم مقاما يسمى مقام الشاذلي.


لكن الهنود، ما علاقة الشاذلي بهم، فالهندوس عباد البقر، هل أسلموا.. هل أصبحوا من مريدي الشاذلية؟ أجيبني يا أم البنين واشبعي فضولي.


فتجيب أم البنين عليه قائلة: علاقة الهنود بالشاذلي كما قيل إنه كان يوجد تاجر هندي كانت لديه بنت مريضة وقد طاف بها في الكثير من الأمصار ليداويها دون جدوى، ودله بعض الهنود البحارة أنه يوجد في المخا رجل طيب من أولياء الله يقوم بمهنة التطبيب، وما من مريض يأتي إليه إلا عالجه لأنه كان صاحب كرامات.


فأتى الهندي بابنته إلى الشاذلي، فسقاها كوبا من القهوة بعد أن قرأ عليها آيات من القرآن وبعض الأدعية والأوراد، فشفيت وقامت ساعتها معافاة من مرضها، فما كان من والد المريضة إلا أن قام يريد أن يعطي الشاذلي الأموال، لكنه رفض، لكن الهندي بعد ذلك استمر بالزيارات المتكررة للشاذلي وبعد وفاة الشاذلي قام ذلك الهندي ببناء قبة كبيرة على الطراز الهندي لضريح الشاذلي، وما زال بعض الهنود يترددون على زيارة الضريح إلى الآن.


فيقوم الحاج علي ويقول ها إذاً، هذه هي القصة يا أم البنين اتيني بلباس وعباءتي وعمامتي وعصاي حتى ألبسهم إذا لزيارة الشاذلي، فليس من المعقول أن تأتي كل هذه الوفود للزيارة وأنا جار الشاذلي ولا أحضرها.