عودة الأجيال في جبل حبشي.. مبادرة رد الجميل من الطلاب القدامى لمدارسهم

متفرقات - Saturday 23 November 2019 الساعة 05:58 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

عودة إلى حضن البيت الأولى التي تخرجت منها الأجيال، أعلنت مناطق جبل حبشي عن أوسع عملية إصلاح للمدارس والتعليم تحت شعار "عودة الأجيال"، بدعم وتمويل من تبرعات خريجي هذه المدارس الذين درسوا فيها خلال الثمانينات والتسعينات وبدايه الألفية الجديدة.

بدأت 6 مدارس بالمشروع ولحقتها حالياً أكثر من 6 مدارس أخرى وتستعد البقية لتدشين المشروع الذي يستهدف التعاقد مع مدرسين لعدد من المواد التي ليس لها معلمون، إضافة إلى ترميم وإصلاح المباني وإصلاح شبكات المياه وتوفير وسائل تعليمية حديثة.

تدفع رواتب المدرسين من تبرعات يجمعها فريق من الشباب ومن خريجي هذه المدارس بالتعاون مع مجلس آباء المدرسة الذي يتولى عملية التنفيد للاصلاحات، كما أن تجويد العملية أيضا ورفع مستوى أداء التحصيل العلمي ضمن خطط هذا المشروع.

الارتباط بالمدرسة الأولى والحنين إلى سنواتها يتجسد في تفاعل الطلاب الذين كانوا يوماً على مقاعد الدراسة في فصولها، لذلك لم يكن مستغربا أن يعود من غادر المنطقة والمدرسة قبل 20 عاما وأكثر ومنهم أقل ليدفع مقابل أن تكون مدرسته الأولى في أفضل حال.

ويتحدث الدكتور وهيب الشارحي، أحد قيادات العمل الأهلي في المنطقة، عن مبادرة عودة الأجيال في مدرسة طارق بن زياد التي تأسست في السبعينات كإحدى أقدم مدارس جبل حبشي قائلاً، إن الهدف هو الرفع من مستوى جودة التعليم بالمدرسة، وتخريج كوادر مؤهلة علمياً للقبول في الجامعات والكليات وتجويد مستوى مخرجات المدرسة بشكل عام.

وأضاف، إنه تم التعاقد مع 5 مدرسين جدد لتغطية العجز في المدرسين، خاصة بالفصول الأولى (أول، ثاني، ثالث) وتقسيمهم إلى شعبتين لتسهيل عمل المدرسة ومتابعته للطلاب والاهتمام بهم، إضافة إلى تكليف مشرف على كل 3 فصول يكون عمله كموجه يشرف على المستوى التعليمي للطلاب ومساعدة الأستاذ بالفصل على إنجاز مهامه وتوفير كل ما يحتاجه للارتقاء بمستوى الطلاب.

وقال الشارحي، إن مهمة المشرف أيضا متابعة الضعفاء من الطلاب والتركيز عليهم حيث هناك خطة لعمل دورات تدريبية باللغة العربية للضعفاء بالفصول الأولى وأيضا دورات باللغة الإنجليزية.

وأضاف: وفي ظل عدم توافر الكتاب المدرسي من الصف الخامس إلى الثالث الثانوي وجب علينا توفير الكتاب المدرسي من خلال شراء نسخة لكل كتاب وعمل له طباعة لعدة نسخ بحسب عدد الطلاب ولكل فصل، وهذا تم من خلال شراء مولد كهربائي ولابتوب وآلة طابعة وآلة تصوير، إضافة إلى صيانة دورات المياه للطلاب والطالبات وطاقم التدريس وعددهم 7 حمامات، وصيانة 8 خزنات لمياه الحمام و3 خزنات خاصة لمياه الشرب.

وقال الشارحي: عملنا خطة وطرحناها لإدارة المدرسة من أجل عمل المسابقات العامة والثقافية بين طلاب الفصل الوحد وبين الفصول الاخرى من اجل تحديث معلومات الطالب سواء بالمنهج أو معلومات ثقافية، بالاضافة إلى اعادة النشاط الرياضي بالمدرسة من خلال كرة القدم وكرة الطايرة.

وأشار إلى أنه خلال الايام المقبلة سيتم افتتاح قسم التمهيدي بالمدرسة ليكون رسميا بكل سنة، وللأطفال اقل من 6 سنوات ويتم حاليا تجهيز فصل خاص بالتمهيدي مجهز بالرسومات والأثاث والألعاب الخفيفة التي من شأنها ربط الطفل بالمدرسة..

وأكد أنه سيتم العمل على فتح دورات في اللغة الإنجليزية في الصيف لكل الطلاب الخريجين أو المنتسبين للمدرسة أو لمن يرغب من ابناء المنطقة، وكذلك دورات بالكمبيوتر ولو بالأساسيات والتواصل مع التجار أو داعمين لتوفير اجهزة كمبيوتر لتوفير نحو 40 جهاز لابتوب ليستطيع اصحاب الدورة التطبيق العملي.

وأشار إلى أن كل هذا بجهود وتبرعات من اهالي المنطقة، وخصوصا من تخرج وتلقى تعليمه في المدرسة كمبادرة لرد الجميل من الجيل القديم لمدارسهم.

مدير المدرسة عبد الإله البركاني أكد أن دور مجلس الآباء والجهد المجتمعي مكمل للدور الذي تقوم به إدارة المدرسة والإدارة التعليمية في المديرية والمحافظة في ظل ظرف استثنائي تعيشه المحافظة والتعليم بشكل عام.

وأشار البركاني إلى توحد الجهود الرسمية والأهلية لخدمة التعليم والارتقاء به وهو إنجاز هام لتجاوز عثرات فرضتها الظروف القائمة، معتبرا السخاء الذي أبداه الطلاب القدامى لمدرستهم استشعاراً لأهمية المدرسة ودورها في تكوينهم العلمي ووصولهم إلى مناصبهم وأعمالهم الحالية.