"بادية" مثالاً لحال الأسر الفقيرة في موزع والمحرومة من المساعدات
المخا تهامة - Monday 23 December 2019 الساعة 09:57 amتكاد لا تخلو المناطق الريفية من أسر فقيرة، إذ خلفت الحرب، التي فرضتها مليشيات الحوثي، واقعاً كارثياً على الأسر، ودفعت بالملايين منها إلى حافة الفقر.
الأمر ينطبق على موزع، حيث لا يختلف حال الأسرة فيها عن باقي المناطق والمدن اليمنية الأخرى، إذ دفعت الأسرة الثمن ذاته، بعد أن تضاءلت مدخولاتها المالية وتصعبت ظروف عيشها، بسبب توقف الأعمال وانقطاع المرتبات وباتت ملايين الأسر على شفا المجاعة بعد استنزافها كل ما تملك لتوفير لقمة العيش.
"بادية".. امرأة مسنة تعتبر أنموذجاً للأسرة اليمنية التي تعيش واقعا مأساويا ودفعت ثمنا كبيرا بعد أن حُرمت من أبسط مقومات الحياة.
ففي بيت متهالك لا يصلح للسكن كانت بادية امرأة شاحبة الوجه ترتدي ملابس مهترئة فاقدة للأمل وتعيش ظروفا بائسة.
لا أحد يلتفت إليها، ولدى زيارتي لها بالمصادفة كانت كما لو أن الفقر اقتات جسدها، كانت تتساءل بإلحاح عن دور المنظمات الإنسانية في مساعدة الأسر الفقيرة في موزع.
شكت بادية من قيام البعض بتكرار تسجيل اسمها ضمن كشوف المستحقين للصرف، لكنها لا تحصل على شيء.
قالت بغضب "يسقطون أسماء البعض ممن يستحقون المساعدات ويهبونها لمن لا يستحقها"، وأضافت: "لا نريد مائة ألف ريال مثلما تستلم بعض الأسر. وإنما نريد ما نسد به جوع أبنائنا".
تشرح تلك المرأة كيف كان الناس يلتفتون للأسر الفقيرة، لكن حرب المليشيات دمرت كل شيء، وبقت الأسر التي كانت غنية ذات يوم مشغولة هي الأخرى بتدبير مصاريفها بعدما أغلقت مليشيات الحوثي كل مصادر الرزق.
تعكس بادية الحال الذي آلت إليه الأسر، حيث تتمزق الأفئدة من هول ما تعانيه.
ونتساءل: أين دور المنظمات من الذين يتم استهدافهم، إن كان مثل هؤلاء لا يُنظر إليهم؟ كيف فقدنا إنسانيتنا، هل ما زلنا بشراً؟
لم أكن أتخيل أن أرى في أعين الناس مدى البؤس والحرمان من أبسط أساسيات الحياة مع انتشار الأوبئة والأمراض التي تهدد حياتهم.