من نازح فر من موت المليشيات بالدريهمي إلى مالك ورشة نجارة

المخا تهامة - Saturday 04 January 2020 الساعة 07:23 am
الدريهمي، نيوزيمن، حسين حيدر:

مع المآسي التي يخلقها النزوح يندر أن نجد بين طياتها قصة نجاح نظراً لما يعانيه النازح من ويلات الهجرة والتشرد، غير أن هناك قصة انبثقت من بين ركام المعاناة، لتضرب أعلى الأمثلة على الإصرار بالنجاح والتشبث بالحياة رغم العوائق التي تحيط به من كل جانب.

عبد الله يحيى الضحوي، شاب في 26 من عمره وهو أحد أبناء مديرية الدريهمي التي خرج منها هارباً في 2018، تاركا خلفه كل ما يملك، ولم يحمل بيده سوى مطرقة كان يستخدمها في ورشة النجارة التي يملكها.

كان حمله لتلك المطرقة هو للتذكير بعمله السابق، كما كانت رمزا يعبر من خلاله عن وفائه لحرفته التي أحبها منذ أن تعلمها قبل سنوات.

يقول عبدالله لنيوزيمن، عندما كنا في مدينة الدريهمي، لم نكن نحلم بشيء سوى كيفية الهرب من مليشيات الحوثي.

يضيف، كان تفكيرنا ينحصر بكيفية مغادرة الخوف الذي نعيشه يوميا، فتركنا خلفنا كل شيء بما في ذلك ورشة النجارة التي كنت املكها مع ما تحتويه من معدات واخشاب تحت عبث المليشيات الإجرامية.

استقر عبدالله مع عائلته في منطقة تسمى شجيرة جنوب مديرية الدريهمي، حيث يتخذها النازحون الهاربون من جور المليشيات ملاذا آمنا، فبنى لأسرته كوخا صغيرا مما توفر من أعواد الخشب والقش هناك مثله مثل النازحين الآخرين.

يقول عبدالله، لا يمكن أن تصمد أمام تغيرات الطبيعة برياحها وغبارها ودرجة حرارتها المرتفعة، كونها منطقة ساحلية حارة دون أن تصنع لك شيئا تأوي إليه مع أسرتك وقد كان لنا ذلك مع ما توفر من مواد في الطبيعة.

خلال الأيام الأولى التي قضاها عبدالله في المخيم ظل يفكر في كيفية ان يعود لمزاولة عمله السابق وفي لحظة، قرر اقتراض مبلغ من المال من أحد أصدقائه ليبني له مشروعه الخاص من جديد فكان له ما أراد.

فبدأ أولا في شراء المعدات البسيطة مع كمية من الأخشاب ليعمل في الهواء الطلق وحينها بدأت الطلبات تنهال عليه من الميسورين في المخيم خصوصا ممن لهم اقارب يعملون في المملكة.

مع كل ربح جديد يكسبه، كان عبدالله يشتري به معدات جديدة، وخلال عام ونصف أعاد الشاب بناء ورشته من جديد لتبدو مشروعا انبثق من بين ركام معاناة النزوح والتشرد.