زهراء المخا.. أنموذج للتعليم حين يهزم الحرب والعبث

المخا تهامة - Thursday 13 February 2020 الساعة 03:45 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

قبل عشرة أشهر عندما قدمت للمخا، كانت مدرسة الزهراء من بين المدارس التعليمية التي كنت أعتزم كتابة مادة صحفية، لكنني احترت في اختيار الطريقة التي ينبغي لي الكتابة بها.

فمعرفة الجوانب والمراحل التي عايشتها المدرسة، جعلتني في حيرة، إذ تستغرق الكتابة على بعض المواضيع، تعمقاً أكثر، لكن مع الأيام بدأ كل شيء يتغير، إذ بدأت معرفتي عن المخا تتوسع بشكل أكثر خصوصا مدارسها التعليمية.

كان احتفال الخميس قبل الماضي مناسبا لإحياء الفكرة القديمة، بل وإعادتها إلى الأذهان مرة أخرى، وهي الكتابة عن الزهراء، المدرسة الثانوية الوحيدة للبنات في المخا.

والتي رغم أنها محاطة بكل عوامل الدمار جراء حروب عامين بقي فيها الحوثي في المخا، إلا أن "الزهراء" كأنما لم نمر حولها حرب، مبانيها وممتلكاتها وروحها التعليمية وحتى أشجارها على قلتها لكنها لم تشبه أي مدرسة أخرى تعذرت بالحرب.

تأسست الزهراء عام 1990وقدمت تجربتها الرائعة في التعليم كمدرسة للفتيات وأتاحت لآلاف الطالبات فرصة الالتحاق بالتعليم الثانوي في المخا، حتى قدوم مليشيات الحوثي إلى هذه المديرية الساحلية، ورفضها الانسحاب منها ليبدأ كل شيء في التغير، إذ نزح المعلمون والمعلمات، ولم يتبق فيها سوى أربعة مدرسين فقط.

انتهى العام الدراسي 2017-2016 ولم تدرس طالباتها سوى ثلاث مواد، نظرا لغياب الكادر التعليمي بالمدرسة، لكن تحرير المديرية من مليشيات الحوثي أعاد الحياة إلى المدرسة، حيث بدأت إدارة المدرسة بالتواصل مع المعلمين وإقناعهم بالعودة.

عاد البعض منهم، فيما رفض آخرون لأسباب غير معروفة، وهو ما جعل المدرسة الوحيدة للبنات في المخا تعاني من نقص الكادر التعليمي مثلها مثل كل مدارس المخا حتى حل عليها العام 2018.

فقد لجأت إدارة المدرسة إلى المعلمات المتطوعات لحل مشكلة العجز في المعلمين، لكن الزهراء لا تزال تعاني من غياب الكتاب المدرسي، فهي وإن اعتبرت مشكلة ليست محصورة عليها فقط بقدر ما هي مشكلة تعاني منها كافة المدارس التعليمية بالمخا، إلا أن مدرسة الزهراء لجأت إلى طريقة مثلى للتغلب على غياب الكتاب من خلال تلخيص محتوى الكتب المدرسية في ملازم يعوض ذلك النقص.

وبقدر ما حلت الملازم مشكلة الكتاب إلا أنها لا تخلو من السلبية، فقد قلصت حجم المعلومات المقدمة للطالبات وكذا المحتوى التدريسي الذي لا يتواءم مع خطة السير بالمنهج الدراسي، لكن في المجمل يشعر الزائر لمدرسة الزهراء بالاعتزاز للجهود التي تبذلها إدارة المدرسة وطاقم التدريس في جعلها مدرسة أنموذجية.