مفوضية اللاجئين تحذِّر من خطر كورونا المحدق ب3.6 مليون نازح في اليمن

متفرقات - Sunday 29 March 2020 الساعة 02:59 pm
عدن، نيوزيمن:

حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من الأخطار المحدقة بالشعب اليمني وخاصة النازحين من أي انتشار محتمل لفيروس كورونا في وقت ما زال البلد يعاني أزمة إنسانية متفاقمة وقطاع صحي متدهور جراء تداعيات الحرب المستمرة منذ خمس سنوات.

وقال المتحدث باسم المفوضية أندريه ماهيستش، في مؤتمر صحفي عُقد اليوم في مقر الأمم المتحدة بجنيف "بعد خمس سنوات من الصراع، لا تزال اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم مع وجود أكثر من 24 مليون شخص ممن هم بحاجة للمساعدة وأكثر من 3.6 مليون شخص في عداد النازحين".

وأضاف "إن الصراع الذي طال أمده في اليمن قد أدى إلى نزوح آلاف الأشخاص من منازلهم في الأسابيع الأخيرة"، منبها في الوقت ذاته من أن النزوح المطول من شأنه أن يفاقم الصعوبات والمخاطر التي تواجهها الأسر اليمنية.

ووفقا لبيانات المنظمة الدولية للهجرة فإن تصاعد القتال في أنحاء محافظات الجوف ومأرب وصنعاء شمال اليمن منذ شهر يناير قد أدى إلى نزوح أكثر من 40 ألف شخص إلى مدينة مأرب والمناطق المحيطة بها، شرق العاصمة صنعاء.

وأوضح ماهيستش خلال المؤتمر أن عددا من الفارين، بمن فيهم النساء والأطفال، ابلغوا مفوضية اللاجئين بأنه لم يكن أمامهم خيار آخر سوى الهروب سيراً على الأقدام أو المشي لأيام دون طعام أو ماء وعبر الصحارى الواسعة، مشيرا الى ان الوافدين الجدد يمثلون جزءًا من 750,000 نازح ممن يتم استضافتهم الآن في محافظة مأرب.

وتابع "بعد سنوات من الصراع الذي طال أمده، تكافح مجتمعات النازحين ومضيفوهم من أجل البقاء".

ولفت متحدث المفوضية إلى انه مع استمرار تدفق الآلاف إلى مدينة مأرب والمناطق المجاورة بحثاً عن الأمان، تتراكم الاحتياجات الإنسانية بسرعة فيما الخدمات والمساعدات الأساسية تعمل فوق طاقتها.

وقال "تصارع الخدمات العامة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، من أجل التعامل مع العدد المتزايد من السكان".

واردف "يعيش العديد من النازحين في مأرب في مواقع مزدحمة ومؤقتة مع وجود بعض العائلات التي تتقاسم خيمة واحدة فقط فيما بينها، فيما يأوي البعض الآخر إلى مبان غير مكتملة"، مؤكدا ان السكان يواجهون صعوبة في الوصول إلى المياه النظيفة وسبل الصرف الصحي المناسبة.

وكشف متحدث مفوضية اللاجئين ان هناك عشرات العائلات يشتركن في مرحاض واحد داخل مخيمات النازحين بمأرب.

إلى ذلك عبرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها من أن تتعرض المجتمعات النازحة ومضيفوهم لمخاطر متزايدة في حالة تفشي فيروس كورونا، نظراً لوضعهم غير المستقر وظروفهم المعيشية والصحية المزرية.

واستدركت قائلة "على الرغم من الجهود الهائلة التي يبذلها الشركاء في المجال الإنساني على الأرض، نظراً لضخامة الأزمة، لا تزال المواد الغذائية تمثل حاجة ماسة للأسر النازحة".

ومضت المفوضية الاممية قائلة "بعض الأمهات يفكرن في إرسال أطفالهن للعمل أو التسول في الشوارع من أجل تدبر أمورهم المعيشية".

وأفادت المفوصية، في بيان لها حصل (نيوزيمن) على نسخة منه، أن العديد من النازحين داخلياً اضطروا للفرار من منازلهم دون أخذ أي ممتلكات أو حتى وثائق للهوية - بما في ذلك شهادات ميلاد أطفالهم.

وذكرت انهم الآن، من دون وثائق قانونية، لا يستطيع الكثير منهم تسجيل أطفالهم في المدرسة، أو الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية، فيما يجد البعض الآخر أنفسهم وهم معرضين لخطر الطرد من السكن.

وأوضحت المفوضية السامية انها تتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة وغيرها من وكالات الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني لتقديم مساعدة حيوية لهؤلاء النازحين، لافتة إلى ان المفوضية وصلت حتى الآن، من خلال شركائها، إلى أكثر من 5,000 عائلة نازحة في مأرب وأمدتها بمساعدة منزلية، بما في ذلك الخيام والبطانيات والفرش وأدوات الطبخ، فيما ستجري عمليات إضافية من التوزيع في الأيام القادمة.

وأكدت المفوضية انها تدعم وشركاؤها جهود الوقاية والتأهب للوقاية من كورونا في مخيمات النازحين بالتزامن مع تنفيذ الخطط الوطنية للتصدي لفيروس كورونا والتي تشمل النازحين اليمنيين واللاجئين الاجانب.

وقال البيان "تقوم المفوضية وشركاؤها المحليون بإشراك مجتمعات اللاجئين والنازحين داخلياً حتى يتمكنوا من إدراك المخاطر وحماية أنفسهم بشكل أفضل"، مضيفا "كما تقوم المفوضية بتوزيع أدوات النظافة وزيادة المساعدات النقدية حتى يتمكن اللاجئون والنازحون من شراء المواد الغذائية والمواد الأساسية للمساعدة في تلبية الاحتياجات الملحة".

واستدركت المفوضية قائلة "كل ذلك يعتمد على الوضع الأمني وما إذا كان يوفر للشركاء الإنسانيين وصولاً آمناً ودون عوائق إلى اليمنيين المحتاجين".

واختتمت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بيانها قائلة "تكرر المفوضية التأكيد على أن الحل السلمي للصراع هو وحده القادر على وقف المزيد من المعاناة والحاجة للمساعدات الإنسانية في اليمن".