مليشيا الحوثي ترفض تخفيض أسعار الديزل كما هي عالمياً

إقتصاد - Sunday 26 April 2020 الساعة 03:24 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تعد خدمة الكهرباء والمياه إحدى أبرز الخدمات التي تعمد مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، إلى استغلالها واستثمارها في تحقيق مكاسب مالية وممارسة عمليات فساد ونهب منظم.

ومنذ سيطرة المليشيات الحوثية على مؤسسات الدولة انقطعت خدمات الكهرباء والمياه وأصبحت تقدم للمواطنين في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة المليشيات عبر شركات خاصة تدير أغلبها قيادات حوثية وأخرى متعاونة معها.

وفي الآونة الأخيرة تزايدت عمليات الابتزاز التي تمارسها المليشيات بحق الشركات الخاصة التي تقدم خدمة الكهرباء من جهة وكذا خدمات المياه التي تقدم عبر الأفراد وأصحاب الوايتات وآبار المياه.

وعقب التخفيض الطفيف لأسعار المشتقات النفطية الذي أعلنته شركة النفط الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية حددت وزارتا الكهرباء والمياه في حكومة المليشيات أسعارا جديدة لخدمات الكهرباء والمياه التي تقدم للمواطنين في أمانة العاصمة، إلا أن ملاك محطات الكهرباء الخاصة وكذا أصحاب آبار المياه والوايتات رفضوا الالتزام بهذه الأسعار.

وفيما قام بعض ملاك محطات الكهرباء بتخفيض أسعار الكيلوات من 260 ريالا إلى 230 ريالا واصدروا فواتير الفترة الممتدة من 1 إلى 15 أبريل الجاري على هذا الأساس رفض آخرون تخفيض الأسعار ورفضوا إصدار فواتير بأسعار مخفضة.

وقال ملاك محطات الكهرباء لنيوزيمن: إن رفضهم للأسعار التي حددتها المليشيات الحوثية يرجع إلى ان المليشيات كان بإمكانها اقرار تخفيضات كبيرة في اسعار المشتقات النفطية خصوصا الديزل لكنها لم تخفض سوى الف ريال فقط، مشيرين إلى ان اسعار المشتقات النفطية في العالم حاليا هي الاقل منذ عقود ومع ذلك لا تزال مليشيات الحوثي ترفض عمليات التخفيض وتصر على بيع المشتقات النفطية للشركات وللمواطنين باسعار عالية، وفي الوقت نفسه تطالب من ملاك شركات الكهرباء تخفيض الاسعار.

وفي المقابل فإن المليشيات الحوثية سبق واقرت تخفيض رسوم اشتراك الكهرباء الشهرية من 2400 إلى 1300 ريال لكن ملاك الشركات رفضوا ذلك واستمروا في فرض رسوم الاشتراك السابقة على المواطنين.

وحسب المصادر التي تحدثت لنيوزيمن، فإن مليشيات الحوثي تستخدم هذه الإعلانات للقيام بعمليات ابتزاز لشركات توليد الكهرباء مؤكدين أن الرسوم الشهرية المفروضة على المواطن يتم تقاسمها بين ملاك شركات الكهرباء وقيادات المليشيات الحوثية.

وقالت المصادر: إن الأسعار الجديدة التي أقرتها المليشيات ليست سوى مجرد وسيلة ابتزاز تمارس بحق ملاك شركات الكهرباء ليدفعوا اتاوات جديدة لهم مقابل تغاضيهم عن تطبيق ما يعلنونه من قرارات.

وفي السياق ذاته رفض ملاك آبار المياه وأصحاب وايتات بيع الماء في العاصمة الالتزام بما أعلنته وزارة المياه الخاضعة لسيطرة المليشيات مصرين على الاستمرار في بيع المياه للمواطنين بالأسعار السابقة.

وقال بعض ملاك آبار ومضخات المياه لنيوزيمن: إن مليشيات الحوثي كان يمكنها إن أرادت تخفيض أسعار المياه أن تعلن عن تخفيضات في أسعار المشتقات النفطية تتناسب والانخفاض غير المسبوق في اسعارها عالميا.

واعتبروا أن التخفيض الطفيف لأسعار الديزل من قبل مليشيات الحوثي ليس سوى ذر الرماد على العيون وأن تبرير استمرار الاسعار مرتفعة بحجة احتجاز سفن المشتقات النفطية مبرر واه، خصوصا وأنه حين ترتفع اسعار المشتقات النفطية في السوق العالمية فان مليشيات الحوثي تسارع لرفع اسعار المشتقات النفطية محليا.

وطالبوا قيادات المليشيات بتخفيض أسعار المشتقات النفطية إذا كانوا فعلاً يريدون التخفيف عن المواطنين وليس مجرد المزايدة بقرارات لا تعلن سوى لممارسة الابتزاز بحق الآخرين.

الجدير بالذكر أن شركة النفط الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية تتهرب حتى الآن من تخفيض أسعار المشتقات النفطية، وتصر على بيع المشتقات النفطية بأسعار تفوق سعرها العالمي بأضعاف، مبررة ذلك باحتجاز السفن من قبل التحالف العربي.