نشوان يكتب لابنه في أول يوم مولده.. قادم جديد في ذات "اليمن"
متفرقات - Wednesday 02 September 2020 الساعة 08:09 am
نيوزيمن، كتب/ نشوان العثماني:
الحبيب والغالي جدًا مراد
قد لا تقرأ هذه الرسالة إلا بعد عشر سنوات ربما.
لكنني أدونها هنا بمناسبة هذا الميلاد العظيم الذي كان في الـ31 من أغسطس/آب 2019، الموافق للأول من محرم 1441هـ. فأنت ولدت في أول يوم من العام الهجري وفي آخر يوم من الشهر الثامن ميلاديًا.
سلام وكل الحب وأهلًا وسهلًا بك.
عند الخامسة والنصف صباح السبت حين أبلغوني بقدومك إلى هذه الحياة على هذا الكوكب وفي بلد كاليمن، كنت أحرر أخبار المعارك بين الفرقاء اليمنيين. فأبوك صحفي كما ستعرف لاحقًا، وأمك حفظها الله صيدلانية، ولك أن تعرف الفرق الشاسع بين التشظي والتماسك حين تقرر التخصص الذي ستحب بمشيئة الله والذي لا أفضله أن تذهب إلى دراسة الإعلام.
يعد هذا الزمن الذي تعيشه بلدك أسوأ ما مر بها على الإطلاق.
فحين ولدت يا مراد كان معظم اليمنيين منخرطين في تشكيلات عمياء لا تجيد لغتهم إلا العنف، ولا يفعلون شيئًا غير أن يقتلوا بعضهم بعضًا ويدمرون المزيد. ولا أريد أن أستطرد أكثر في البعد الخارجي المؤثر في هذا الداخل المتشقق.
لكن مولدك على كل حال يرفع لي أملًا كبيرًا بمستقبل يشبهك أنت وكل المولودين هذا الأوان. ستكونون أفضل.
فرحت جدًا حين رأيتك للمرة الأولى. ذهبت إليك صباحًا من مدينة إنماء. حملتك للمرة الأولى في منزل جدك بالمعلا, ولم أتمكن من حملك جيدًا. كنت وديعًا هادئًا دون بكاء.
كنت قبل مولدك بعامين وشهرين قد اقتنيت كتابًا هو الأهم في هذا العالم؛ حتى أضع فيه سررك. قال لي أوشو قلده الله (لم يعد لي به أي اهتمام حاليًا) أنه حين تضع السرر يتشكل الوعي (لربما لا تؤمن بهذا مستقبلًا ومن الخطأ أن أحدد لك أي مسار؛ أنت من سيحدده لاحقًا). لكن أمك أخبرتني أن السرر يظل معك لأيام قبل أن يتيبس وأتمكن من وضعه في الفصل الرابع من الكتاب (لتسمح لي بذلك ولتغيره إن أردت).
...ما هو هذا الكتاب؟
- ليس الآن.
أحقًا فعلت ذلك؟
- لا.
ولدت يا صديقي وحوالي دواوين شعر كثيرة ورواية واحدة فقط هي "الحرب والسلام".
_____
* كُتبت الرسالة أعلاه في الساعات الأولى لميلاد مراد الذي يكمل اليوم عامه الأول [ترد كما هي دون أي تعديل].. ليحفظه الله دومًا، ممدًا إياه بمحبته وحمايته وتوفيقه.. آمين.
** تُنشر صوره هنا للمرة الأولى، اُلتقطت بين أذار/مارس وتموز/يوليو الماضيين.
