الدعم والإسناد.. قوة ضاربة صنعت الكثير من انتصارات الضالع

الجبهات - Monday 23 November 2020 الساعة 02:41 pm
الضالع، نيوزيمن:

خلال ما يقارب العامين من المواجهات الشرسة التي تخوضها القوات الجنوبية ضد المليشيات الحوثية ذراع إيران في الضالع، ظهرت ألوية الدعم والاسناد القوة الضاربة التي صنعت الكثير من الانتصارات وفق استراتيجيات عسكرية مع بقية الوحدات.

وكغيرها من المقاومة الجنوبية التي شكلت نواة الجيش الجنوبي صقلت التجارب الدعم والاسناد لتتحول إلى قوة عسكرية منظمة وفق الآليات والنظم العسكرية الرسمية تتوزع إلى ألوية وكتائب متخصصة وتضم كفاءات عسكرية عالية.

الحوار التالي يقدم قائد قوات الدعم والإسناد في جبهات محور الضالع، العميد ركن ناصر مثنى علي، عرضا موجزا عن ولادة هذه القوات ودورها العسكري في المعارك.

البداية: 

كتائب الدعم والاسناد في محور الضالع العسكري جاءت أوامر تشكيلها في بداية العام 2019م بقرار من الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، وقد جاء هذا القرار كضرورة لإنشاء مثل هذه الوحدات المتخصصة بسلاح الدروع وغيرها من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة نظراً للحرب المشتعلة والتي اندلعت بشراسة حينها أثناء محاولة المليشيات الحوثية القيام بالزحف باتجاه محافظة الضالع والتي كانت الكتائب مشاركة فيها منذ الطلقة الأولى على شكل أفراد.

تكونت في البداية من العميد ركن ناصر علي وعدد من القيادات كالعقيد فضل علي العبل وغيره، وعملت على التواصل مع الشخصيات العسكرية التي تحمل مؤهلات وخبرات قتالية خصوصاً من خريجي الكليات العسكرية وسعت لإعادة التأهيل الميداني لهذه الكوادر بشكل فوري، إضافة إلى ضم عدد كبير من الأفراد المستجدين ليتم تدريبهم ميدانياً على أيدي ذوي الخبرة السابقة من كوادر وضباط وقيادات الجيش الجنوبي السابق.

بعدها تم إعادة تأهيل بعض الآليات والمعدات العسكرية الثقيلة التي تم اغتنامها في حرب 2015 والتي كانت جميعها تقريباً خارج الخدمة، وتمكنت من إعادتها للخدمة وتفعيلها بعد جهود كبيرة قامت بها الفرق الهندسية، وكل هذا تم في وقت وجيز وبرعاية مباشرة من القائد عيدروس الزبيدي وبدعم كبير من الأشقاء في قيادة التحالف العربي على رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والذين نكن لهم كل الشكر والتقدير على الدعم الذي أبدوه تجاه كتائب الدعم والإسناد.

الانتشار

تتوزع كتائب الدعم والإسناد على طول وعرض جبهات المحور، وبما أنها تسمى دعم وإسناد فطبيعة مهامها هي دعم الوحدات العسكرية الأخرى أينما تقتضي الحاجة في كل القطاعات التي تشتعل فيها المواجهات، وتشارك بشكل فاعل في العمليات الهجومية وكذلك العمليات الدفاعية سواء عن طريق سلاح الدروع أو حتى عن طريق المشاة.

تعتبر الدعم والاسناد وحدات عسكرية بحد ذاتها في محور الضالع العسكري، لها استقلالها المالي والإداري التنظيمي كغيرها من بقية الألوية والوحدات، في حين تمتاز بوحدات الدروع التي تعتبر السلاح الرادع في الحروب، وتتكون تشكيلات الدعم والإسناد من عدة كتائب منها مدفعية بمختلف عياراتها وكتيبة دبابات ووحدة صاروخية ومشاة، وهذه التشكيلات المتخصصة لعبت دوراً رئيسياً في المعركة إلى جانب الوحدات العسكرية الأخرى من القوات الجنوبية.

الدور

تعتبر كتيبة المدفعية وكتيبة الدبابات من أهم الوحدات العسكرية في كتائب الدعم والإسناد في مختلف القطاعات والمحاور القتالية، وقد تمكنتا من القيام بعدد كبير من العمليات النوعية والضربات الموجعة في أكثر من جبهة منذ بداية اندلاع المواجهات.

وتتعامل كتيبة المدفعية مع الأهداف البعيدة والتي عادة ما تكون في عمق أراضي سيطرة الحوثي أو في مؤخرته، وقد تمكنت من تدمير كثير من الأهداف المختلفة منها آليات وعربات قتالية أو مواقع السلاح الثقيل وكذا تجمعات مشاه أو اجتماعات لشخصيات قيادية في أطراف العود والحشاء، ولا يقتصر دورها أثناء اندلاع المعارك فحسب، بل تفاجئ العدو في ضربات مركزة ومباغتة في الأوضاع العادية.

واستطاعت في أكثر من مرة إفشال عدد من الهجمات التي كان يخطط لها ذراع إيران قبل انطلاقها وذلك في استهداف مقر العمليات أو أماكن تواجد وتجمع القوة في مؤخرته، وهو ما يؤدي إلى إفشال استراتيجية الهجوم المعدة سلفاً وشل قدراته.

وآخر العمليات الناجحة والنوعية التي نفذتها وحدة المدفعية في كتائب الدعم والإسناد استهدافها اجتماعاً للمليشيات شمال بلدة صبيرة بداية الشهر الجاري تشرين الثاني/نوفمبر، حيث تمكنت من استهداف مقر الاجتماع بقذيفة مدفعية أصابت هدفها بدقة متناهية، نتج عنها مصرع قائد ميداني كبير في شعبة الاستطلاع يدعى "أبو الحسين" مع من بجانبه من القيادات الصغيرة في الاجتماع، وهي استراتيجية عسكرية تدخل في إطار حرب الاستنزاف والضربات المباغتة.

كما تتعامل كتيبة الدبابات في قوات الدعم والإسناد مع الأهداف المباشرة من كالتجمعات والتحركات التي تقوم بها المليشيات في الخطوط الأمامية من مشاة وآليات، إلى جانب دك متاريس وتحصيانات العدو، وقد تم تدمير كثير من الأهداف بضربات مباشرة ومفاجئة أدت إلى مقتل وجرح عدد كبير من عناصر المليشيات الحوثية وكذلك إحراق وتدميرت آلياته وتحصيناته.

وتلعب الدعم والإسناد دوراً كبيراً ومحورياً في التمهيد للعمليات الهجومية التي تقوم بها القوات الجنوبية أو عمليات التصدي والردع أثناء محاولة العدو القيام بأي عملية هجومية أو تسلل.