ألغام الموت الحوثية رمّلت "جمعة" وخطفت "الهليبي" من أبنائه

المخا تهامة - Saturday 26 December 2020 الساعة 12:00 pm
الحديدة، نيوزيمن:

لم تلق واقعة تلغيم الحوثي للشواطئ أي اهتمام دولي، حيث لقي العديد من المواطنين حتفهم تاركين أسرهم وأبناءهم لمصير مجهول في ظروف معيشية صعبة. 

قُتل (سالم محمد علي هليبي) مواطن من أبناء قرية الحوائط الواقعة في منطقة موشج بمديرية الخوخة، متزوج وأب لثمانية منهم طفلان من البنين وستة من البنات، كان "سالم" يستيقظ مبكراً، يمسك سنارته وشبكة الصيد ويخرج كل صباح إلى البحر طلباً للرزق وما يليث في العودة إلى منزله إلا وفي جيبه ويديه ما يسر أطفاله، إذ يتخذ من الصيد مهنة يمتهنها ومنها يعول أسرته.

روت جمعة، زوجة الشهيد، تفاصيل يوم استشهاده، حيث تم العثور على جثة هليبي بعد يومين من البحث، ووجدت أشلاء ليس إلا.. 

رجل مزق جسده إرباً وعلى إثره فارق الحياة، وامرأة حائرة لا تدري من تبكي زوجها الشهيد أم تبكي نفسها المثقلة بجبال من الهموم والحزن، وفي الوسط ثمانية أطفال أضحوا يتامى منذ نعومة أظافرهم، يمضون في متاهة الحياة بأجسادهم الطرية، يقاومون قساوتها وضنكها بلا سند ولا ظهر يتكئون عليه.

تقول جمعة، ذات صباح خرج كعادته من المنزل فجراً قاصداً البحر طالباً الرزق وباحثاً عن لقمة عيش حلال يسد بها رمق جوع أطفاله الثمانية، وعند حلول الظهيرة شعرت بالقلق، ذلك أنه لم يعد إلى المنزل على غير عادته، مما دفعني للبحث عنه طوال اليوم بيد أني لم أجد له أي أثر. ولم يعلم أحد أن قدميه وقعت على الموت الحوثي الرابض تحت الأرض، حيث انفجر به لغم حوثي زرع على الشاطئ أرداه قتيلاً، وحال بينه وبين العودة إلى منزله، إلى الأبد.

وتضيف جمعة، بنبرة حزينة: في اليوم التالي واصلت رحلة البحث عن زوجي المفقود إلى أن وجدناه جثة هامدة وأشلاءه متناثرة على الشاطئ جراء انفجار لغم حوثي، بعدها جمعنا ما تبقى من جسده الممزق وسقناه إلى القبر ندفنه.

حدائق الموت الحوثية المليئة بورود ملغمة حرمت جمعة وأولادها من أبيهم، وأصبحت مسؤولة عن ثمانية أطفال دفعة واحدة، وليس لديها ما يؤمن لهم مصاريف الطعام والشراب والملابس..