تفتقر للكهرباء وليس فيها سوى فندق وحيد: الخوخة.. مديرية الساحل التي أضعفتها حرب الذراع الإيرانية

المخا تهامة - Sunday 27 December 2020 الساعة 07:00 am
الخوخة، نيوزيمن، خاص:

في مدخل الخوخة كانت مراكب الصيد الصغيرة التي تحركها أمواج البحر، تبعث عن مشهد ساحر لمديرية تمتلك مقومات الجذب السياحي، فيما بنيتها التحتية الضعيفة والمتهالكة جراء حرب الذراع الإيرانية، تنزع عنها تلك الصفة، لينعم الزائر بأجوائها الساحرة.

إذ تفتقر الخوخة التي تعد أفضل المدن الساحلية، إلى الكثير من البنى التحتية الملبية لحاجة السكان، والمترافقة للزيادة السكانية التي تعيشها مديريات الساحل ككل.

من بين تلك المرافق التي تشتد حاجة المديرية إليها، الكهرباء والمياه، والمدارس التعليمية، والتخطيط العمراني والنظافة.

فعلى سبيل المثال، يعد قطاع التعليم شبه مشلول، حيث يغادر الطلاب الذكور، مقاعدهم عند التاسعة والنصف صباحا، نظرا لعدم وجود طواقم تعليمية كافية.

ذلك يعود إلى عدم رفد هذا القطاع الهام بالمعلمين الجدد والبدلاء، عوضا عمن يدخلون سن التقاعد، أو العجز والوفاة.

وباستثناء مدرسة الزهراء للبنات، والتي تؤمن للطالبات تعليما مناسبا مقارنة بمدارس الذكور، فإن المدارس الأخرى تعاني من وضع يجعل العملية التعليمية شبه مشلولة.

أما التيار الكهربائي فهو أيضا غائب، فبعد أن كانت المولدات التي قدمها هلال الإمارات، تعمل منذ ثلاث سنوات، توقفت منذ أكثر من شهرين بسبب ضعف السلطة المحلية وعدم قدرتها على إدارتها.

وبحسب الأهالي، فإن توقف تلك المولدات ناجم عن فساد وتبديد الإيرادات المالية إلى أن عجزت إدارة المشروع عن شراء مادة الديزل.

وفي الوقت الذي بدأت فيه منافسة القطاع التجاري تشتد على كهرباء الخوخة، يرى الأهالي، أن إضعاف خدماتها للسكان ترافقت مع بدء مستثمرين في هذا القطاع، في تشغيل مولدات تجارية، ما يحتمل أن إدارة مشروع الكهرباء الحكومية متواطئة معهم.

لكن الكهرباء التجارية لم تكن مناسبة لدخل السكان، إذ يصل سعر الكيلو إلى 250 ريالا، مما يعد سعرا مرتفعا على الأهالي الذين كانوا يتلقون الخدمة قبل ذلك مجانا.

هناك جانب آخر تعاني منه المديرية الساحلية -التي وجدت نفسها بعد تحريرها من مليشيات الحوثي وجهة لرجال الأعمال والفارين من مناطق سيطرة الحوثي، والنازحين والباحثين عن فرص عمل جديدة- افتقارها للفنادق.

فالخوخة ليس فيها سوى فندق وحيد، يتزاحم  النزلاء على غرفه القليلة، واسعاره المرتفعة، ولا يجدون بديلا عنه لإحجام المستثمرين عن الانخراط في هذا المجال.