غيَّر الحوثي حياته إلى جحيم.. من تحت الأشجار والخبوت قصة الفلاح "زيد"

المخا تهامة - Monday 04 January 2021 الساعة 08:54 pm
المخا، نيوزيمن:

شهدت عزلة الزهاري في قرية المزارع بالمخا، جريمة إرهابية نفذتها ذراع إيران في اليمن، سببها الوحيد رفض رجل ستيني الانضمام للحوثي والعمل لصالحه.. 

نهبوا منزله ومن ثم فجروه، وقتلوا أولاده بدم بارد، وشردوا بقية أفراد أسرته، حتى وجد نفسه فجأة في العراء، الفلاح زيد عوض عمر عيسى، حكاية رجل ستيني، ورب أسرة مكونة من 24 فردا من الأبناء والبنين والأحفاد، كان يسكن في منزله الكائن بعزلة الزهاري، وكان يعمل في مزرعته التي تجعل منه شخصاً مستور الحال بقدر بساطة معيشته، رغم أنها كانت مصدر دخله الوحيد.

من نعيم إلى جحيم، هكذا تغيرت حياة زيد وأسرته حين طلب مسلحو جماعة الحوثي منه الانضمام إليهم والعمل لصالحهم، وما إن أعلن زيد رفضه، حتى أقدم مسلحو الحوثي على تهديده إذا لم يعدل عن قراره سوف يفجرون منزله خلال مدة لا تتجاوز ثلاثة أيام، وهذا ما حدث.

من جوار حفيده اليتيم وعلى أنقاض منزله المدمر يقول زيد بأن الحوثيين أرسلوا إليه ورقة تحمل في طياتها بأن يحضر لهم ثلاثة أفراد من أبناء المنطقة كانوا قد التحقوا بالمقاومة وإلا سيتم تفجير منزله. 

بكثير من الحسرة والقهر عن مأواه الذي فُجر يقول زيد كنت غير مصدق أن يصل الأمر بأن يفجروا منزلي، وبعد ثلاثة أيام خرجت إلى خارج منزلي وسمعت صوت انفجار ظننته ناجما عن قذائف دبابة، ولكن الأهالي أخبروني بأن الحوثيين فجروا منزلي ولا حول ولا قوة الا بالله.

مضيفاً، منزلي الذي فجروه يضم 11 غرفة وبارتفاع طابقين، بعد أن تمكن من بناء منزل يأويه مع عائلته الكبيرة، ليعيش بكرامة، وبعد التفجير نزح قسرًا مع أولاده إلى منطقة يختل.

وقبل ذلك فقد أخرج مسلحو الحوثي أسرة زيد أثناء خروجه من المنزل، وقاموا بنهب ممتلكاته المنزلية وذهب نساء أولاده وزوجته، كما نهبوا مكائن مياه ومواطير (مولدات) مزرعة زيد وسيارته، ولم يغادر الحوثيون من مزرعته إلا بعد أن عاثوا وأشعلوا فيها حريقاً.

لم ينته الإجرام الحوثي بعد، فقد طارد مسلحو الحوثي زيد بعد أن أدرجوا اسم عائلته في قائمة النازحين، واقدموا على قتل ثلاثة من أبنائه وابن رابع أصابوه، وفي هذا يقول زيد إن الحوثيين لحقوا به إلى منطقة يختل وقتلوا ثلاثة من أولاده ممن كانوا يعاونونه في تيسير أمور الأسرة، وأيضًا أصابوا ولدا رابعا، و"الآن أصبحت لا أولاد ولا منزل ولا أملك شيئا، وافرد أسرتي مكونة من 24 فردا".

منذ أن نزح زيد إلى يختل، ظل الجزء الأكبر من أفراد عائلته يسكن تحت الأشجار وفي الخبوت في وضع مزر؛ كون المنزل الذي استأجروه لا يتسع لهم جميعاً، ومنذ ذلك الوقت لم يجد زيد أي حيلة يخفف بها معاناة أسرته، غير أنه يتردد على منزله الذي كان حلما بالنسبة له، ليجده كومة من الحطام تفوح منه رائحة الأنقاض، بفعل الحوثيين.