حقول الحوثي الملوثة بالموت انتزعت حياة "طارق" لتبقى أمه على قيد الوجع

المخا تهامة - Friday 15 January 2021 الساعة 07:35 am
الحديدة، نيوزيمن:

آمنة إبراهيم يحيى، ذاقت مرارة النزوح والتشرد بمعية أولادها الستة وزوجها المسن، بعد أن أُجبرت على النزوح من منزلها الواقع في منطقة القطابا شرق مديرية الخوخة جنوبي الحديدة، قبل تحريرها، آنذاك، إلى مركز المديرية. 

وبعد طرد مسلحي الحوثي من المديرية، ذهب الابن الأكبر لـ"آمنة" ويدعى طارق عبدالله علي النهاري، 18 عاماً، إلى العمل في الساحل للحصول على تكاليف نقل أسرته إلى القطابا ونفقات المعيشة. 

حقول الموت الملوثة بألغام ذراع إيران، خطفت حياة ابن آمنة، حيث فارق طارق الحياة مع ابن خاله بانفجار لغم بحري حوثي، لتبقى أمه على قيد الوجع.

آمنة تحكي تفاصيل استشهاد ابنها قائلة: اضطررت للنزوح من منطقة القطابا مع كافة أفراد أسرتي نتيجة استهداف الحوثيين لمنازلنا، ومكثنا ستة أشهر نازحين في مدينة الخوخة، وبعد أن تحررت بلادنا (القطابا) قال لي ابني طارق سوف أخرج اشتغل لأجمع مصاريف ثم أستأجر سيارة ونرجع إلى بيتنا.

عند حلول الظهيرة أخبروني أن ابني توفي بانفجار لغم حوثي بالبحر، مضيفة إن بعض الصيادين ذهبوا للبحث عنه لكنهم لم يجدوا له أي أثر لا هو ولا ابن خاله، فقد تمزق جسداهما إلى أشلاء.

طارق كان الشاب الوحيد الذي يعمل لأجل أسرته، فبقية الأولاد لا يزالون أطفالاً. حيث لم تستوعب آمنة خبر وفاة ابنها فما زالت تعاني من المرض برغم انقضاء 3 أعوام على وفاته، وقالت: عندما سمعت خبر استشهاد طارق مرضت ستة أشهر وعميت، وكنت اتسلف قيمة العلاج وعانيت كل المعاناة، وحتى الآن ما زلت مريضة فلم أقدر أن أقنع نفسي بأنه استشهد، ثم رفعت يديها إلى السماء، وقالت: حرموني ابني الذي كان مالي، الله ينتقم من الحوثيين.

وهكذا يظل حال أهالي الساحل الغربي في المناطق المحررة موجوعين ومفجوعين حتى بعد قطع ذراع إيران من مناطقهم، إذ استعصى على ذاكراتهم نسيان أحبائهم الذين خطفت أرواحهم آلة الموت التي زرعتها ولا تزال تزرعها جماعة الحوثي الإرهابية.