من لا يملك لمن لا يستحق.. شبوة بن عديو وطن بديل للإخوان بعد تخليهم عن مأرب

تقارير - Thursday 11 February 2021 الساعة 09:20 pm
شبوة، نيوزيمن، باسم علي:

كان محافظ شبوة العائد من الرياض يستعرض شعبيته في وليمة أعدها لمستقبليه، الذين حشدهم ليلة وصوله إلى شبوة، وأعاد الحشد صباحاً.. في ذات الوقت كانت مليشيات الحوثي تدفع بجحافلها لاستكمال ابتلاع ما تبقى من محافظة مأرب، التي امتص الإخوان خيراتها طيلة 6 أعوام وتركوها للذئاب.

حميد الأحمر، من تركيا، دعا قبل أيام الرئيس هادي للعودة إلى مأرب أو شبوة، وهناك من سيحميه، غير إن هؤلاء الذين قال الأحمر الصغير إنهم سيحمون الرئيس لم يتحركوا لحماية مأرب التي تواجه قبائلها منذ عام تقريباً حرباً مستعرة غابت عنها ألوية الجيش وحضر أبناء القبائل.

الليلة الماضية كذلك خرج الجنرال علي محسن الأحمر ليرمي فشله في حماية مأرب لتهاون المجتمع الدولي في الضغط على الحوثيين. بينما يقضي هادي وقته صامتاً غير مكترث بما يحصل.. وكل همه السيطرة على عدن.

قيادات إخوانية أخرى فى الخارج منشغلة بتحركات بن عفرار في المهرة، وتعتبر هذه التحركات غير وطنية وتفخيخ الوضع في المهرة، بينما بن عفرار الآخر كونه موالياً للدوحة وسلطنة عمان ليس هناك مشكلة إذا كان له تحركات في المهرة.

وفي تعز يدور فرع الإخوان هناك في فلك آخر، حيث يشن حملة على القوات المشتركة، وبالذات المقاومة الوطنية، ويطالبها بتحريك جبهة الحديدة نصرة لمأرب، في ذات الوقت يحشد إخوان تعز قواتهم نحو الجنوب والساحل، بينما تنام 6 ألوية عسكرية داخل مدينة تعز ولم تتحرك حتى عشرة أمتار نحو مليشيات الحوثي منذ أكثر من عامين لآخر انتصارات حققتها قوات اللواء 35 مدرع.

وأمام كل هذه الفوضى في الخطاب يقفز تساؤل عن هدف الإخوان المسلمين من ذلك، وهل هذه المعركة الكبيرة لا تستحق أن يوضع لها ولو 20% من اهتمامهم بمحافظ شبوة وبمهاجمة وشيطنة طارق صالح وقواته أو المجلس الانتقالي ورئيسه.

لم يترك الإخوان مأرب فقط دون إسناد عسكري وإعلامي معنوي فقط، بل ذهبوا بعيداً لصناعة خطاب إعلامي فوضوي لإرباك المشهد أكثر وإشغال بقية القوى بالرد على حملات الإخوان بدلاً من مساندة مأرب.

يفسد الإخوان كل أدوات المعركة ويمهدون الطريق لتمدد الحوثيين بصناعتهم معارك وقضايا جانبية تخدم مشروعهم، وهذا بدأ من بدايات الأزمة بين قطر والتحالف.

موقف الإخوان واضح وهو أن تحرير الجنوب والساحل من القوات المشتركة والجنوبية البداية الصائبة لتحرير الشمال من الحوثيين، وحين يخاطبون جنودهم يستشهدون بصلاح الدين الأيوبي كيف حرر القدس بعد أن قضى على المنافسين له.

لم تعد مأرب ذات أهمية بالنسبة للإخوان فقد استبدلوها بشبوة، والتي تملك ربما امتيازات جغرافية أفضل من مأرب، كما أن سحب قواتهم إلى أبين للانقضاض على عدن أهم لديهم من الدفاع عن مأرب، لذلك هم يشتتون التوجه الشعبي والعام نحو معركة مأرب ويحولونه إلى قضايا أخرى.

وحتى التغني بالجيش الوطني لم يعد حاضراً إلا حين الحديث عن جبهة شقرة باعتبار معركة عدن هي المعركة الوطنية بالنسبة لهم.

وكما تخلى الإخوان عن صنعاء ورفضوا القتال فيها ضد الحوثيين يكررون اليوم ذات التكتيك الذي يؤثِر السلامة مع ضمان مكان جديد للانتقال إليه وشبوة بثرواتها ومساحتها الكبيرة تعد هدفاً مهماً للإخوان.