من المخا إلى الهند.. ردفان يحكي قصة الكابتن محمد الأصبحي

المخا تهامة - Sunday 02 May 2021 الساعة 06:53 pm
نيوزيمن/ كتب، د/ ردفان أحمد الحسامي:

من وسط كل هذه الأخبار المفجعة والمؤلمة التي تمر بها بلادنا من حرب وجائحة كوفيد-19، ومن هذه البلاد البعيدة، موطننا الثاني الهند التي تعيش وضعا كارثيا وأياما عصيبة، ينبثق قبس من نور العلم، يشعله الصديق محمد عبدالواسع الأصبحي في مناقشته النهائية لرسالة الدكتوراة في اللغة الانجليزية والموسومة بالأخطاء النحوية في كتابة اللغة الانجليزية لطلاب البكالوريوس في ثلاث جامعات يمنية..(تعز-إب- الحديدة).

البداية كانت من المخا، حيث ترعرع صديقي الكابتن محمد الأصبحي على عشق كرة القدم، وتخصص في الرياضية بعد الثانوية، واحترف في نادي الصقر في تعز، والأهلي ثم الرشيد، كوسط أيسر وصانع ألعاب متميز، لم يكتف بذلك ولكن في نفس الوقت عاود ليدرس البكالوريوس في الانجليزي، فاحترف ايضاً وعمل مدرساً له في العديد من المدارس الخاصة وواصل الماجستير وتوج كل هذه الإنجازات اليوم بالدكتوراة

الأصبحي ومنذ أن وطأت قدمه هذ المدينة كان شعلة في الرياضة والدراسة، حصد العديد من الميداليات الذهبية في مختلف الأنشطة الرياضية، في كرة القدم أخذها مع فريقه ذات عام بذلك الهدف اللعين الذي أسكنه الشباك من منتصف الملعب حيث كنت حارساً للمرمى، لن أسامحه على ذلك، وإن كان منحنا الميدالية الذهبية في العام التالي بعد ان كان كابتن منتخبنا.

ليست كرة القدم هي الرياضة الوحيدة التي يجيدها، طيلة السنين الماضية تذهب الميدالية الذهبية في كرة التنس للأصبحي، وكذلك في السباحة ولكن في الطائرة، انتزعت كهاوٍ لكرة الطائرة الميدالية الذهبية من فريقه ذات عام.

لا يتوقف صديقنا عن التدريب يوماً في الجيم gym ولا يتوقف عن القراءة والتقدم في البحث وتحسين مستواه في اللغة الإنجليزية حتى لحظة حصوله على الشهادة الكبرى، من أين تأتي بكل هذا الوقت يا صديقي؟

اختاره الطلاب اليمنيون في هذه المدينة ممثلاً لهم في الجامعة ومندوباً للملحقية الثقافية، فكان التميز عنوانه في خدمة الزملاء بمختلف توجهاتهم، ترأس لجنة الإعداد لحفل عيد الوحدة 22 مايو العام الماضي، وكان حفلاً بهيجاً ومميزاً قُدمت فيه العديد من الأوراق المهمة، وترأس اللجنة في المؤتمر الدولي الذي اقمناه في 2020 بعنوان معاً نهزم كوفيد-١19 (Together We Defeat Covid-19 ) الذي شارك فيه باحثون من 6 دول مختلفة، والعديد من الفعاليات، أبدع في التصميم بالفوتوشوب والترجمة للبوسترات والندوات، ولا أنسى تصميماته لتهنئة الجمعة المميزة والتي لا تتوقف.

هذا عن الأصبحي كابتن وباحث، ولكن ماذا عن محمد الأصبحي الصديق، صديق خفيف الظل، وفي وأمين، ستجده في جوارك ان احتجته، دون أن تطلبه، وسيهجم عليك إلى مكانك إن احتاجك، بكل بساطة، ومع القليل من العرعرة التعزية التي تجعلك تبتسم وأنت تردها عليه، لا تلاقي حرجا في أن تخبره بوجعك، ويعيش معك ألمك وفرحك بكل صدق وعفوية، ولا يستطيع ان يخفي ما يزعجه، يسافر لأجلك آلاف الكيلومترات، ويندفك بوجهك لو زعلته، ويا ويلك من قلباته، لو لامست جرحه أو قللت من قيمته، لديه ممحاة أصلية، مع الإبقاء على شعرة معاوية بينكما، ليبقيك زميلاً ولكن لن تكون صديقه مرة أخرى ما لم تبذل جهداً لتثبت انك فعلا تستحق ان يعيدك إلى القائمة.

اليوم كان حضور أصدقائه من اليمن ومن كل ولايات الهند، تابعوا جميعاً تألقه ودفاعه العبقري عن اطروحته (اونلاين)، تلقى الكثير من الأسئلة من المناقش الخارجي، ولم يتعثر بأي منها، ليتراجع المناقش عن هجومه ويستسلم، ثم يعود ليسأله عن الهند والهنود وكيف وجد الإقامة بها، ليعلن إشادته واعجابه بهذا الباحث المتميز ويهنئه على أدائه.

أهنئك يا صديقي بهذا الإنجاز، وأشكرك لانك جعلتنا نبتسم فخراً واعتزازاً في هكذا ظروف، وان لم افيك حقك ولن افعل مهما كتبت.

ويبقى السؤال من أين تأتي بساعات إضافية ليومك، لتعمل باحثا وكابتنا ومندوبا، وفي الجيم، والملحقية الثقافية، ووقت للتدريس اونلاين خلال فترة بحثك؟ كيف تفعل كل هذا..؟