أعادت مجزرة أبين، التي راح ضحيتها (7) شهداء و(26) جريحاً، من جنود ومنتسبي اللواء الثالث دعم وإسناد؛ أعادت إلى الأذهان الأعمال الإرهابية والتفجيرية والاغتيالات التي ينفذها تنظيم القاعدة بتآمر ممنهج من مليشيات الإخوان التي تسيطر على مناطق عدة بمحافظة أبين، انتقاماً من المجلس الانتقالي الجنوبي
وكانت مناطق عدة من محافظة أبين شهدت تفجيرات واغتيالات استهدفت قوات الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي.
المنطقة الوسطى بمحافظة أبين شهدت هي الأخرى، خلال الأيام الأخيرة، عمليات إرهابية كثيرة استهدفت مديريات "المحفد -الوضيع ومودية -لودر -أحور -دثينة وامقوز- وامريدة"، حيث بلغت هذه العمليات أكثر من (18) عملية إرهابية ضد قوات الحزام الأمني، وبلغ عدد الشهداء أكثر من (58) من بينهم قيادات وجنود، وجُرح أكثر من (67)، بالإضافة إلى تفجير مقار ومنازل ونقاط قيادات الحزام الأمني في مناطق ومديريات أبين المختلفة.
كل هذه العمليات الإرهابية تأتي في ظل سيطرة قوات تابعة لمليشيات الإصلاح، فرع تنظيم الإخوان في اليمن، على جزء من أبين وكامل محافظة شبوة المجاورة.
وكانت قوات من التحالف مسنودة بالقوات المسلحة الجنوبية تمكنت قبل ثلاث سنوات من تحرير أبين وشبوة من عناصر تنظيم القاعدة، إلا أن الأحداث الأخيرة التي أسفرت عن سيطرة مليشيات الإصلاح المتحالفة مع الشرعية اليمنية على هذه المناطق أدت إلى عودة التنظيم الإرهابي من جديد، والذي بدأ عملياته مؤخرا باستهداف قوات الحزام الأمني والدعم والإسناد في مناطق مختلفة من أبين، وتحديدا فيما تُعرف بالمنطقة الوسطى، انتقاما من الجنوب ومجلسه الانتقالي الذي وقفت قواته سدا منيعا قبل أشهر لمنع قوات ومليشيات الإخوان اليمنية من العودة إلى العاصمة عدن.
وتحاول عناصر تابعة لتنظيم القاعدة استعادة السيطرة على محافظة أبين، جنوبي اليمن.
وفي شهر يناير/ كانون الثاني الماضي نفذ تنظيم القاعدة عمليات إرهابية ضد قوات الحزام الأمني، بهدف استنزافه، كان أبرزها عملية اغتيال قائد حزام لودر حسين العلواني مع أفراد حراسته بكمين مسلح وجرح آخرين، كما استهدفت سيارة مفخخة موكب، أمين السقاف، القيادي بالحزام، في عملية إرهابية.
كما استهدف تنظيم القاعدة في هجمات إرهابية مواقع عسكرية ودوريات أمنية بعبوات ناسفة.
وفي نهاية فبراير هاجم عناصر القاعدة مجمعا حكوميا في مدينة لودر قبل أن يتمكن مسلحون قبليون من صد الهجوم على المركز.
وأعدم تنظيم القاعدة عقيداً في الجيش ضمن قوات حماية الرئيس اليمني المؤقت هادي، وعثر سكان محليون على جثة العقيد عبدالله الإسرائيلي ملقاة بالقرب من مفرق طريق مؤدية إلى منزل الرئيس هادي في مديرية الوضيع مسقط رأس الرئيس هادي في أبين بعد أن اختطفه تنظيم القاعدة في مدينة لودر.
فيما دفع رجال القبائل بمديرية لودر وسط محافظة أبين ثمن الفراغات الأمنية وهجمات تنظيم القاعدة في الأعوام السابقة وسقط أكثر من 150 من أبناء لودر في معارك مع تنظيم القاعدة.
وحاول تنظيم القاعدة نصب عدة حواجز تفتيش جنوب مديرية لودر في منطقة مثلث الكهرباء إلا أنه فشل. كما حاولت عناصر القاعدة التسلل إلى المدينة في جناح الظلام وتصدى لها الأهالي، وأزال رجال القبائل حاجز تنظيم القاعدة في مثلث الكهرباء.
هذا فيما تحاول مليشيات الإخوان تقديم تسهيلات لعودة الإرهاب لمناطق أبين، خاصة في مدينة شقرة الساحلية التي تسيطر عليها في محاولة منها جعل المنطقة الوسطى مقرا لها عبر تنظيم القاعدة الإرهابي.
وفي مارس الماضي، أشار قائد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين عبداللطيف السيد، في تصريح صحفي، بأن الشرعية اليمنية التي يسيطر عليها حزب الإصلاح اليمني المتطرف، تتعرى يوما بعد يوم، وخير شاهد أحداث فجر الخميس في مدينة أحور، حيث شنت الجماعات الإرهابية -التي عاودت الانتشار في المناطق الوسطى لمحافظة أبين بعد أن وجدت حاضنة من بعض الألوية التابعة لحزب الإخوان التي جعلت من المنطقة الوسطى مقرًا لها عبر تنظيم القاعدة الإرهابي- أعمالا إرهابية ضد قوات الحزام الأمني في المناطق الوسطى لمحافظة أبين.
هذا التصريح من قائد حزام أبين، عُرف في وقت سابق بمحاربته للقوات المتطرفة والإرهابية في أبين، يكشف مدى التعاون والتسهيلات التي يقدمها حزب الإصلاح لعناصر تنظيم القاعدة بالعودة لمناطق أبين لتصفية الحسابات مع القوات المسلحة الجنوبية التي هزمت الإرهاب وحررت مناطق واسعة من أبين وشبوة قبل خمس سنوات، كما منعت قوات الإصلاح من العودة إلى العاصمة عدن.