قيّم أقدم مساجد المخا التاريخية يعيش وحيداً دون رعاية في خريف العمر

المخا تهامة - Sunday 04 July 2021 الساعة 11:16 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

يتذكر الحاج أحمد الأهدل، جيله تماماً ويعدد صفات الكثيرين منهم، لكنه سريعاً ما ينسى اسم محدثه، ليعود مجدداً بالسؤال "ما اسمك"؟ وهو أمر طبيعي لرجل أكمل العقد الثامن من عمره.

تغيب تفاصيل كثيرة من حياة شخص أفنى حياته في مهنة "قيم جامع الشاذلي" ولا يعرف عنه الكثير، إذ إن البعض شديد التعلق بالعبادة، إلى حد أنه من الممكن ترك أسرته، بل مغادرة الحياة العائلية تماماً للتفرغ للعبادة.

وفي جامع تاريخي كالشاذلي، تجتذب روحانية المسجد الكثيرين بالتمني للقيام بهذا الدور والذي كان يمثل عملاً روحياً خالصاً، ليس فقط عند مرتادي الطريقة الصوفية، بل العامة من الناس، ولذا بقى الأهدل عقوداً زمنية يؤدي هذا العمل.

يقول الأهدل لنيوزيمن، إنه كان يزور أقاربه عندما كان يقوى على السفر إلى مديرية زبيد، لكنه منذ نحو 20 عاماً لم يعد يفعل، نظراً لظروف التقدم في السن وعدم امتلاكه المبالغ المالية التي تعينه على العودة إلى عشيرته.

وخلال السنوات الثلاثة الماضية، أحاطت بالرجل ظروف بالغة الصعوبة إلى حد أنه فقد قبة الضريح التي كان يتخذها مسكناً له، ما دفع بعض الخيرين إلى بناء غرفة صغيرة بعرض متر وبطول مترين، لتكون منزلاً بديلاً.

البقاء وحيداً في خريف العمر لم يكن خياراً لذلك الرجل، وما هو مطلوب، هو رأفة جيران الشاذلي بما يبقي ذلك المسن على قيد الحياة في أيامه الأخيرة، إذ إنه يشكو من انعدام الطعام وخلو القناني البلاستيكية من المياه، إلى حد أنه لا يتناول سوى وجبه واحدة.


كما أن الطقس الحار، يجعل المياه الباردة في تلك القناني حارة أيضا، وما عساه أن يفعل إذا كان يعتبر توفير المياه ولو ساخنة، نعمة كبيرة على شائب وحيد لا عائلة له، وبالكاد يقوى على التحرك من مرقده.