تقرير يحذر واشنطن من هجمات إيرانية أكثر فتكاً بالعراق وسوريا

العالم - Thursday 15 July 2021 الساعة 06:51 pm
نيوزيمن، وكالات:

حذرا "معهد المشروع الأمريكي" و"معهد دراسة الحرب" في تحليل درس سلوك الوكلاء التابعين لإيران وهجماتهم المتكررة ضد المصالح الأمريكية في المنطقة من أن وكلاء طهران سيستمرون بتصعيد اعتداءاتهم ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا حتى تنسحب الولايات المتحدة أو تعيد تأسيس الردع.

زيادة وتيرة الهجمات

ووفقا للتحليل.. شنت الميليشيات الوكيلة 20 هجوماً صاروخياً و11 هجوماً بالطائرات المسيرة على القوات والمنشآت الأمريكية في العراق وسوريا منذ يناير 2021. ووقعت ست من هذه الهجمات خلال الأسبوع الأول من يوليو  الحالي.

 وهذه زيادة كبيرة في الوتيرة بالمقارنة مع الهجمات الصاروخية الخمس التي شنها الوكلاء خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من ولاية ترمب. 

ويقول التحليل "بذلك، يتأكد أن إيران ووكلاءها غير مردوعين".

الإقليم في دائرة الاستهداف المطرد

وبحسب التحليل.. شن وكلاء إيران أول هجوم لهم على القوات الأمريكية في إقليم كردستان العراق الذي كان محمياً في ما مضى، خلال سبتمبر  2020، مطلقين ستة صواريخ على مطار إربيل الدولي من خارج حدود الإقليم.

 لم تتسبب الصواريخ ذات العيار الصغير بسقوط ضحايا. 

ومنذ ذلك الحين، هاجم الوكلاء المنشآت الأمريكية في الإقليم خمس مرات، من ضمنها إطلاق وابل من 14 صاروخاً في فبراير 2021. واستهدفت طائرات مسيرة ما يزعم أنه عنبر لوكالة الاستخبارات المركزية في مطار إربيل الدولي شهر أبريل، ومقرات مفترضة لقيادة العمليات الأمريكية الخاصة في قاعدة حرير الجوية في مايو، ومنزلا مدنيا في محافظة إربيل شهر يونيو الماضي، ومطار إربيل مجدداً في يوليو. 

واستدعى هجوم يونيو رداً انتقامياً أمريكياً على الحدود السورية -العراقية.

توسيع النطاق الجغرافي

وجاء في التحليل: ضربت واشنطن منشآت صغيرة لوكلاء إيران في محافظتي الأنبار (العراق) ودير الزور (سوريا) في 28 يونيو.. وبعد ساعات على الغارات، أطلق الوكلاء 34 صاروخاً من عيار 122 ملم ضد قوات أمريكية ضمن قاعدة متقدمة في المنطقة السكنية بدير الزور لمحاربة داعش. بينما منعت الدفاعات الجوية الأمريكية المنشورة في المنطقة السكنية سقوط إصابات، لكن هذا الأمر ليس مضموناً مع وابل من الذخائر الكبيرة العيار.

وتابع، و"على الأرجح، شن الوكلاء هجوماً آخر بالطائرات المسيرة ضد القاعدة نفسها في 7 يوليو، لكي يبرهنوا نيتهم مواصلة استهداف القوات الأمريكية في سوريا والعراق".

 استعداد متزايد لإلحاق الإصابات

وأظهر التحليل أن الهجوم على المنطقة السكنية في سوريا أواخر يونيو هو واحد من أكبر الهجمات على الولايات المتحدة في الشرق الأوسط منذ انسحاب القوات الأمريكية من العراق سنة 2011.. مبينا ان هذا الهجوم يحل في المرتبة الثانية فقط بعد إطلاق إيران الصواريخ على قاعدة عين الأسد رداً على اغتيال قاسم سليماني في يناير 2020. 

واوضح ان الهدف من وراء هذا الهجوم كان إنزال الإصابات بالجنود الأمريكيين.. مشيرا الى ان الصواريخ من عيار 122 ملم أكبر وأكثر فتكاً من صواريخ 107 ملم التي يستخدمها الوكلاء للمضايقة على امتداد المنطقة.

وقال: "أظهرت هجمات أخرى جاهزية إيران ووكلائها للتسبب بإصابات بين الجنود مثل هجوم 15 فبراير على مطار إربيل الذي أدى إلى مقتل شخص وجرح سبعة آخرين، ومثل هجوم 7 يوليو على قاعدة عين الأسد الذي جرح شخصين".

استخدام مسيّرات متقدمة لتفادي الدفاعات

ووثق التحليل قيام الوكلاء المدعومين من إيران بشن أول هجوم بالطائرات المسيرة ضد عنبر لوكالة الاستخبارات الأمريكية في 14 أبريل 2021. 

وأردف "منذ ذلك الوقت، أطلقوا تسع هجمات بالمسيّرات في العراق وسوريا".. موضحا انه يتم ترميز المسيّرات بإحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي وهي تتفادى غالباً أنظمة الدفاع الجوي، وقد ضربت عدداً من الأصول الأمريكية الحساسة.

ما هي الحسابات الإيرانية؟

واستناداً إلى هذه المعطيات، يشير التحليل إلى أن إيران أجرت حسابات دفعتها إلى استنتاج أن التسبب بإصابات أمريكية سيحفز واشنطن على الانسحاب من العراق وسوريا.

ومضى قائلا، "تعتقد إيران أن الولايات المتحدة تنفر بشدة من المخاطرة بسقوط ضحايا بين قواتها".. مضيفا "لهذا السبب، من المرجح أن ترى طهران وميليشياتها الوكيلة أن عدداً ولو قليلاً من الضحايا الأمريكيين في العراق وسوريا يمكن أن يقنع إدارة بايدن بسحب قواتها من هذين المسرحين، وهو هدف استراتيجي أساسي لإيران. 

ولفت الى ان طهران شعرت بالتجرؤ بعد الانسحاب الأمريكي في أفغانستان، وبأن استنزافاً للإرادة السياسية الأمريكية سيحقق النتيجة نفسها في العراق. مذكرا بقول زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق في أبريل إن "الأسلوب الأفغاني هو السبيل الوحيد لطرد القوات الأمريكية من العراق".

ماذا عن مفاوضات فيينا؟

واستطرد التحليل قائلا، "ستواصل إيران حملتها لطرد القوات الأمريكية من العراق وسوريا بصرف النظر عن نتائج المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة". 

وزاد بالقول، "يبدو أن تقييم إيران هو قيام فريق بايدن بإعطاء العودة إلى الاتفاق النووي الأولوية على ما عداها من القضايا".. وقدمت لها هذه الحسابات المزيد من الجرأة.. مرجحا في ذات الوقت أن تكون طهران قلقة من أن يفرض رئيس أمريكي مستقبلي سياسة ضغط أقصى مشابهة لتلك التي فرضها ترمب. 

وتابع، وبالتالي، سيحاول النظام الايراني الاستعداد اقتصادياً وعسكرياً، لمواجهة الإكراه الأمريكي بشكل أفضل سواء عادت حملة الضغط الأقصى خلال أو بعد إدارة بايدن او لم تعد، وستتواصل هجمات الوكلاء طالما أن القادة الإيرانيين يرون فيها مخاطر ضئيلة مقابل مكاسب ضخمة من الانسحاب الأمريكي.

وخلص التحليل الى القول، "سيستمر وكلاء الإيرانيين بتصعيد اعتداءاتهم ضد القوات الأمريكية في العراق وسوريا حتى تنسحب الولايات المتحدة أو تعيد تأسيس الردع، وسيشمل التصعيد على الأرجح الهجمات المتزامنة بالصواريخ والمسيرات لتفادي الدفاعات الأمريكية بشكل أفضل والهجمات بذخائر أكثر فتكاً كصواريخ 122 ملم، إضافة إلى الاستهداف المستمر للأصول الاستخبارية في إقليم كردستان العراق، وسيهدف الوكلاء بشكل متزايد إلى إلحاق الإصابات في صفوف الأمريكيين من أجل دفع إدارة بايدن إلى الانسحاب من العراق وسوريا".