فيصل الصوفي يكتب: أخيراً.. انتبه الإرياني لكنه لم يجب

تقارير - Saturday 07 August 2021 الساعة 10:01 pm
نيوزيمن، كتب/ فيصل الصوفي:

منذ يوليو 2018، وحتى اليوم، ظل قائد المقاومة الوطنية العميد طارق محمد عبد الله صالح، يكرر القول: الجماعة الحوثية عدو الجميع.. الجماعة الحوثية ليست بشيء، وما كانت تقدر على سلب مؤسسات دولة اليمنيين لولا الخلافات السياسية بين الأحزاب والقوى السياسية الوطنية، وخاصة منها تلك التي ما تزال تستجر وتستحضر الماضي.. وأن مواجهة هذا العدو تتطلب مصالحة وطنية تشمل مختلف الأحزاب والقوى السياسية المناهضة للتدخل الإيراني وأدواته في اليمن.. ولا بد من بناء اصطفاف وطني واسع يوازي الاصطفاف العسكري في الجبهات.. إن المقاومة الوطنية وشركاءها في القوات المشتركة في الساحل الغربي، قدموا مثالاً لهذا الاصطفاف.. ويا قوم يتعين علينا جميعاً حشد الطاقات الوطنية لتعزيز معركة الشعب اليمني الهادفة لاستعادة الدولة وحماية مكتسبات الثورة اليمنية.. ويا اخواننا لا بد من إصلاح مؤسسة الشرعية.. يا أهلنا لسنا ضد الشرعية، بل نرغب أن نكون جزءاً منها.. إن بوصلتنا تتجه نحو العاصمة صنعاء، ولن يجرنا أحد إلى معارك جانبية، ولا نقبل الخوض في تحرير المحرر.. إن لدى المقاومة الوطنية استعداداً للمشاركة في مقاتلة ميليشيا الجماعة الحوثية، سواءً في مأرب أو في أي جبهة أخرى، وسوف تتشرف بذلك لو أتيحت الفرصة لها، وهي تعتز بكل المقاتلين والمناضلين في كل الجبهات العسكرية والسياسية والثقافية والإعلامية والاجتماعية، مهما كانت انتماءاتهم السياسية وانحدارهم الاجتماعي والجغرافي إيماناً منها بوحدة الهدف.

نعم، هكذا تكلم قائد المقاومة الوطنية منذ منتصف العام 2018، وما يزال متمسكاً بالموقف ذاته.. نجد هذا واضحاً في خطاباته، تصريحاته، تغريداته، مقابلاته الصحفية، كما نجده في بيانات المقاومة الوطنية، وبيانات مكتبها السياسي، ولعل معمر الإرياني وزير الثلاث وزارات قد تنبه إلى ذلك قبل يومين فقط -وهو في الرياض- فخرج يكرر القول ذاته، ولعله تطفل عليه.

بعد نحو ثلاث سنوات تنبه الإرياني إلى ضرورة توحيد الجهود، ورص الصفوف.. وقال ما مؤداه إن استمرار الخلافات والتباينات بين بعض المكونات السياسية والوطنية المناهضة للجماعة الحوثية والمشروع الإيراني، جعل ملايين اليمنيين يدفعون كل يوم ثمنا باهظا، وإن اجترار الماضي لن يزيدنا إلا فرقة وشتاتا وضياع‏ا، وهذا لم يعد مبررا ولا مقبولا.. إلا أن الإرياني منح الجماعة الحوثية قدرة إضافية، وهي القدرة على تغذية الخلافات والمنازعات والفرقة، واختراق ما هو سياسي وإعلامي في الصف الوطني الممزق.. ولعل الإرياني أراد إعفاء نفسه من الاعتراف بالوجع الحقيقي، ومسبب هذه الأوجاع..

تجنب أي حديث يتضمن إجابات على أسئلة تلح على المواطنين، وخاصة النخب السياسية والعسكرية والثقافية: لماذا المحافظات الخاضعة لإدارة الشرعية لا تصلح مثالا لما ينبغي أن يكون عليه الحال؟ لا وحدة صف، لا مرتبات، لا خدمات، لا استقرار، والريال فقد ثلثي قيمته خلال عام واحد.

من الذي يستجر الماضي، ولا يريد مغادرة أزمة 2011، ولا يرغب في نسيان صالح وكل ما يرتبط باسمه؟ من الذي يثير قضايا تفرق ولا تجمع، ويفتعل معارك جانبية؟ من الذي ترك المعركة الحقيقية ليشتغل في مناطحة العفاشيين، والمقاومة الوطنية وشركائها في القوات المشتركة، ويوسع الهوة بين الشرعية والمجلس الانتقالي، وينام على أمل أن يصحو وقد مات اتفاق الرياض، وزال العفاشيون من الوجود؟


من الذي يهيمن على الشرعية؟ من الذي يرفض إصلاح الشرعية؟ لتصبح مشاركة مختلف الأحزاب السياسية في اتخاذ القرار، مسألة وطنية؟ من الذي أحكم قبضته على الشرعية، وما إن أحكمها بدأت ميليشيا الجماعة الحوثية تتقدم في جبهات القتال.. من الذي يستبعد الآخرين من الوظيفة العامة للشرعية، ليخص ذاته بوظائف مكتب رئاسة الجمهورية، ووكلاء الوزارات ورؤساء الهيئات العامة ومديري العموم، وجيش من الدبلوماسيين في سفارات اليمن؟ ومن يفسد، ومن يمكر، ومن يخذل؟ ليت داعية نبذ اجترار الماضي، وتوحيد الجهود، ورص الصفوف، تحت راية الشرعية برئاسة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، أجاب على مثل هذه الأسئلة!