أيام حافلة بالأحداث.. هل تسرِّع الحل في اليمن أو تنقله نحو "الظل"؟

تقارير - Thursday 12 August 2021 الساعة 11:47 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

شهدت الأيام القليلة الماضية، أحداثاً هامة في إطار الأزمة اليمنية، وعلاقة الدول الإقليمية والتداخل الدولي فيها، كان أبرزها تعيين الدبلوماسي السويدي "هانز غروندبرغ" مبعوثا أمميا جديدا للأمم المتحدة في اليمن، فضلا عن زيارة الوفد الحوثي برئاسة محمد عبدالسلام إلى طهران، والهجوم على ناقلة نفط تدعى "ميرسر ستريت"، تديرها شركة إسرائيلية في بحر عمان ما أدى لمقتل اثنين من طاقمها "روماني وبريطاني"، الذي تتهم بالوقوف ورائه إيران عبر ذراعها الحوثي في اليمن.

ويرى مراقبون أن ميليشيات الحوثي احتفت بتنصيب الرئيس الإيراني الجديد "إبراهيم رئيسي"، بالهجوم على الناقلة "ستريت" بالتنسيق مع فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وعناصر حزب الإصلاح "الإخوان" في اليمن.

كما احتفت الميليشيات بإرسال وفد برئاسة محمد عبدالسلام القيادي في الجماعة إلى طهران لتقديم التهاني، والمشاركة في تدشين مرحلة جديدة من التعاون القتالي ضد التحالف والمجتمع الدولي، عبر تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، تتناسب مع الرئيس المتشدد الذي تم تنصيبه.

ومنذ الوهلة الأولى للهجوم على الناقلة، اتهمت بريطانيا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي إيران بالوقوف وراءه، قبل ان تتأكد وزارة الدفاع والمخابرات الأمريكية من ذلك، والكشف عن وقوف ذراع ايران وراء الهجوم باطلاق طائرات مسيرة إيرانية الصنع على الناقلة من شرق اليمن.

 من جانبه، قال وزير الإعلام معمر الإرياني، إن النظام الإيراني قدم لمليشيات الحوثي كل أشكال الدعم السياسي والمالي والعسكري، ومدها بشحنات أسلحة "صواريخ باليستية، طائرات مسيرة"، وخبراء عسكريين، وخبراء في صناعة الألغام بأنواعها والعبوات الناسفة، وشحنات النفط المهربة، والقنوات الفضائية والمواقع والوسائل الإعلامية، لتكون الذراع الذي يهدد الامن القومي والملاحة الدولية في البحر الأحمر.

وكان القيادي الحوثي ورئيس الوفد المفاوض في الجماعة محمد عبدالسلام، كشف في تصريحات لقناة "العالم الإيرانية" بتلقي جماعته دعما عسكريا إيرانيا بالصواريخ والطيران المسير وطالب باستمرار هذا الدعم.

تصريحات عبدالسلام، أكدت جميع الأخبار التي تحدثت عن تلقي الحوثيين لدعم واسلحة من ايران، منذ نشأتها، والتي كانت الميليشيات تنفيها بشدة، لكن الحال تغيير اليوم بوصول "رئيسي" إلى سدة الحكم في ايران، وهو الداعم الأبرز بعد قيادة الحرس الثوري للأذرع الإيرانية في المنطقة وعلى رأسها جماعة الحوثي.

الميليشيات الحوثية استغلت تسلم الرئيس الإيراني الجديد للسلطة في طهران، لتبدأ مناورة جديدة بشأن المفاوضات والحرب على مأرب، بتقديم مبادرات تعجيزية عبر الوفد العماني الذي زار صنعاء مؤخرا، مؤكدة على لسان زعيمها عبدالملك الحوثي وناطقه عبدالسلام، ان ذلك هو الأنسب لمأرب واليمن والمنطقة، وانها تنتظر قرارا بوقف الحرب على اليمن.

وخرجت مؤخراً إيران عبر مسؤولين في الحرس الثوري للحديث عن مأرب، التي تشهد هجمات حوثية بإدارة ميدانية إيرانية منذ ستة اشهر، لتتحدث عبر "كمال خرازي، وزير الخارجية الأسبق، ورئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية"، عما وصفها بـ"حرية مأرب"، التي ستكون مفتاح حل الأزمة اليمنية وسيكون فعالاً في بدء المفاوضات والمشاورات الإقليمية، حسب قوله.

وكانت إيران توعدت بسقوط محافظة مأرب، ونشرت وكالة "مهر" الإيرانية في أبريل الماضي (قبل شهر رمضان الفائت بيوم واحد)، خبراً تحت عنوان "لنصوم غداً في مأرب ولنفطر بتمرها"، وذلك ضمن التحشيد الطائفي الإيراني لدعم الميليشيات على مأرب الغنية بالنفط والغاز.

وتريد ايران ان تحول معركة مأرب، إلى قضية دولية ذات بعد استراتيجي، وافشال جميع الجهود والقرارات الأممية الخاصة بالأزمة الرئيسية المتمثلة بالانقلاب على الشرعية والسيطرة على مؤسسات الدولة اليمنية، وهو ما تحدث عنه امين عام حزب الله، حسن نصر الله في كلمته الأخيرة، مؤكدا ان محور ما اسماه محور المقاومة في اليمن قادر على حسم المعركة في مأرب، وتطوير قدراتهم في مواجهة التحالف العربي بقيادة السعودية.

أخيرا، هل سيقود الهجوم على الناقلة الإسرائيلية في بحر عمان، المجتمع الدولي للتسريع في انهاء الحرب باليمن، من خلال تعاون دولي مع التحالف العربي بقيادة السعودية، باي طرق، ام انه سيحول الصراع إلى توتر إقليمي، وتبقى الأزمة اليمنية في "الظل"؟