فصل 1000 ضابط بعد خطاب عبدالملك.. الحوثي يطهر دولته من ضباط الجمهورية
تقارير - Saturday 14 August 2021 الساعة 09:26 pm
صنعاء، نيوزيمن، تقرير:
تواصل مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، تنفيذ توجهاتها الرامية إلى بناء دولة أمنية خاصة بها داخل هياكل ومؤسسات الدولة الوطنية، وذلك من خلال عمليات إحلال ممنهجة لعناصرها وكوادرها بديلة للكوادر الوطنية في مؤسسات الدولة الأمنية.
ولتحقيق أهدافها تعمد المليشيات لانتهاج أساليب عدة تمكنها من تنفيذ سياسات الإحلال للكوادر الوطنية بمبررات لا دستورية وعلى رأسها مزاعم الخيانة والانحياز إلى صف العدوان، كما تقول المليشيات.
خطاب التطهير الحوثي يعقبه مذبحة لضباط الداخلية
وبعد أقل من يوم على خطاب زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي الذي وجه فيه قيادات مليشياته المسيطرة على مؤسسات الدولة بما أسماه (تطهير مؤسسات الدولة من المندسين)، أقرت قيادات المليشيات في وزارة الداخلية فصل قرابة ألف من ضباط ومنتسبي الوزارة.
وأعلن المجلس الأعلى للشرطة الذي تديره المليشيات فصل (904) ضباط من منتسبي وزارة الداخلية التي يديرها القيادي الحوثي وعم زعيم المليشيات عبدالكريم الحوثي.
ووصفت مصادر سياسية وأمنية لنيوزيمن مضامين خطاب زعيم المليشيات حول تطهير مؤسسات الدولة ممن زعم أنهم مندسون دليلا على توجهات هذه المليشيات لإقصاء الكوادر الوطنية واحلالها بكوادر وعناصر تابعة لها، وهو الامر الذي اكدته تصريحات القيادي الحوثي المدعو عبدالمجيد المرتضى الذي يشغل منصب نائب وزير الداخلية ورئيس المجلس الاعلى للشرطة في حكومة المليشيات نقلتها وكالة سبأ النسخة الحوثية واكد فيها ان قرارات الفصل لهذا العدد الكبير من الضباط هي ترجمة لتوجيهات زعيم المليشيات بما سماه تطهير مؤسسات الدولة من المندسين، حسب زعمه.
ولم تكتف المليشيات بقرار الفصل لهذا العدد، بل أقرت إعداد ملفات جنائية لمن تم فصلهم تمهيدا لمحاكمتهم، وفي الوقت نفسه استكمال حصر اسماء من تبقى من الضباط الذين يزعمون انهم مندسون لاتخاذ قرارات مماثلة بفصلهم، وهو الامر الذي يؤكد مشروع المليشيات الساعي لإحلال عناصرها محل الكوادر الوطنية وبناء دولة أمنية خاصة بها داخل هياكل مؤسسات الدولة الوطنية.
شكاوى المواطنين ذريعة لسياسة التطهير
وفي سياق متصل، عمدت المليشيات وتحت اشراف القيادي في المليشيات محمد علي الحوثي الذي يشغل عضوية المجلس السياسي الاعلى لسلطة الحوثيين إلى استخدام اسلوب آخر هدفه استكمال عمليات تطهير وفصل منتسبي وزارة الداخلية ومؤسساتها من الكوادر الوطنية واحلالهم بعناصر تابعة ومنتمية للمليشيات.
وفي هذا الاطار اعلن القيادي الحوثي محمد علي الحوثي عن ايقاف (26) ضابطا وصف ضابط وانذار (9) ضباط يعملون في اطار مديريات الحيمة وبني مطر ومناخة بمحافظة صنعاء، وذلك بمبرر تلقي اللجنة الأمنية التابعة للمليشيات شكاوى بحق هؤلاء الضباط من المواطنين.
القيادي الحوثي اعلن على صفحته في تويتر، أن حملة استقبال الشكاوى التي يتخذونها ذريعة لتصفية الكوادر الوطنية في وزارة الداخلية ومؤسساتها الأمنية ستواصل عملها في مديريتي ارحب وهمدان، وفي الوقت نفسه محافظة صعدة، وهي اجراءات بدأت المليشيات تنفيذها منذ اكثر من شهر تحت مبرر انصاف المواطنين من مظالم ضباط الشرطة في الاقسام والادارات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية على مستوى المحافظات والمديريات.
وعلقت مصادر أمنية في وزارة الداخلية بصنعاء على ممارسات المليشيات بالقول لنيوزيمن: ان قيادات الحوثيين لديها مشروع هادف إلى بناء منظومة أمنية مذهبية وعنصرية قائمة على حوثنة مؤسسات الأمن ليس على مستوى الكادر البشري فقط بل على مستوى الفكر والاداء الأمني الذي يقوم على حماية مشروع المليشيات بشتى الوسائل.
وأضافت: ان مذبحة فصل الف من منتسبي وزارة الداخلية، ولجان الشكاوى بضباط اقسام الشرطة التي وصلت على مستوى المديريات داخل العاصمة والمحافظات حيث يتم استخدام هذه اللجان في عمليات تصفية لكافة الضباط والكوادر الأمنية الوطنية غير الموالية للمليشيات بمزاعم مخالفتهم للقوانين وارتكابهم لمظالم بحق المواطنين وبشكاوى كيدية يتم ترتيبها من قبل اشخاص موالين للمليشيات.
وتابعت المصادر: ان تلك الاجراءات تتكامل مع سياسة حوثنة الاجهزة الأمنية بكاملها حيث سبق وتم تعيين قيادات من اسرة واقارب زعيم المليشيات على رأس وزارة الداخلية التي يديرها عم عبدالملك الحوثي عبدالكريم الحوثي، وتعيين نجل مؤسس المليشيات علي حسين بدرالدين الحوثي قائدا لقوات النجدة التي تعد احد ابرز الاجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية.
وكانت مليشيات الحوثي عمدت إلى دمج جهازي الأمن السياسي والأمن القومي في جهاز واحد سمته جهاز المخابرات مع مطلع العام 2018م وبدأت بتنفيذ سياسة التطهير لموظفي الاستخبارات بشقيه السياسي والقومي غير الموالين لها واحلال عناصر أمنية من جهاز الأمن الوقائي التابع لها والذي كان يدير المشهد الأمني منذ انقلابها على السلطة في سبتمبر 2014م.
>> الحوثي يدعو لتطهير مؤسسات الدولة من الموظفين السابقين
ووفقا للمصادر الأمنية، فإن قيادات المليشيات الحوثية التي تشرف على تنفيذ سياسة حوثنة المؤسسات الأمنية سبق وتلقت تدريبات في المجالات الأمنية على ايدي خبراء إيرانيين واخرين تابعين لمليشيات حزب الله اللبناني، مشيرة إلى ان نموذج الحوثنة يتم وفقا ونموذج ممارسات مليشيات إيران في المنطقة وابرزها حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والتي تقوم ببناء دولة داخل الدولة وبما يمكنها من السيطرة على قرار هذه الدول وحكوماتها وبما يخدم اجندات وتوجهات الكفيل المتمثل في إيران.
