فيصل الصوفي: لماذا الهجوم على ميناء المخا؟

تقارير - Saturday 11 September 2021 الساعة 09:59 pm
نيوزيمن، كتب/ فيصل الصوفي:

نعتقد أن لدى القيادات العسكرية للقوات المشتركة في الساحل الغربي، تفسيرها الخاص للهجوم الذي نفذته اليوم (السبت) ميليشيا العصابة الحوثية على ميناء المخا، خاصة وأنه جاء في سياق عمليات هجومية مكثفة شنتها هذه الميليشيا في الأيام الأخيرة على مدينة الحديدة، حيس، الخوخة، التحيتا، والدريهمي، التزاماً منها بخرق اتفاق استكهولم الذي قيدت الحكومة به أيدي القوات المشتركة.

أما بالنسبة للمتابعين أمثالنا، فإن هذا الهجوم الكبير كان الهدف الأساسي منه ضرب البنية التحتية لميناء المخا، ومحوها من الوجود، وهذا ما يمكن فهمه من خلال الهجوم على ميناء صغير بأسلحة لا تحتملها.. حتى الآن يتم الحديث عن ست طائرات مسيرة مفخخة، وثلاثة صواريخ باليستية، وقيل بل هي أربع طائرات مسيرة مفخخة، تمكنت الدفاعات الأرضية للقوات المشتركة من إسقاط اثنتين منها. 

لقد أعيد تأهيل بعض مكونات الميناء من قبل وزارة النقل، وبتمويل من قيادة المقاومة الوطنية، وفي 30 يوليو الماضي تم افتتاحه من قبل مدير عام الميناء، ومدير عام مديرية المخا، بحضور الممثل المقيم للأمم المتحدة منسق الشؤون الإنسانية ديفيد غريسلي.. في ذلك اليوم استقبل الميناء سفينتين تجاريتين لأول مرة منذ بضع سنوات مضت، وكانت السفينتان محملتين ببضائع ومواد بناء تخص تجاراً ومستوردين متعددين.. هذا أمر سبب صداعاً لميليشيا العصابة وحكومتها في صنعاء..

هناك كثير من الوقائع التي عبروا بها عن خشيتهم من عودة ميناء المخا إلى العمل.. سوف تنقص العائدات المالية التي يجنونها من ميناء الحديدة، في حال اتجه المستوردون إلى ميناء المخا.. عامر المراني، وزير النقل في حكومة العصابة الحوثية طلب من مسئولي الغرف التجارية والصناعية والملاحية عقد اجتماع عاجل بعد الافتتاح.. الاجتماع ضم وكيل وزارة النقل للشؤون البحرية والموانئ خالد النمر، رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر القبطان محمد إسحاق، رئيس الغرفة التجارية بأمانة العاصمة، مدير الغرف الملاحية حسن عبد الله، نائب رئيس مجلس إدارة رجال الأعمال توفيق الخامري، وعددا كثيرا من رجال المال والأعمال والتجار.. قال لهم هذا الوزير المراني: إن ميناء الحديدة في غاية الجاهزية لاستقبال السفن والحاويات التجارية والبضائع والمواد الغذائية.. ميناء الحديدة له ميزات كثيرة: موقع استراتيجي طبيعي.. فهو يتوسط البلاد، ونحن سوف نهيئ الظروف لنقل البضائع والمواد الغذائية من الميناء إلى المحافظات بسلاسة.. وقال لهم رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر القبطان محمد إسحاق، إن ميناء الحديدة في غاية الجاهزية، وما على المستوردين سوى التفكير في كيفية نقل السفن والحاويات من المواني المحتلة(!) إلى ميناء الحديدة.. وبعد ذلك الاجتماع بأيام عقدوا مؤتمرا صحفيا في ميناء الحديدة.. وتحديدا عند رصيف الحاويات.. في الهواء الطلق، وأعادوا الحديث عن جاهزية ميناء الحديدة، وتكلموا عن التجهيزات المتوافرة والعروض المغرية: الميناء يعمل على مدار 24 ساعة لخدمة المستوردين.. كان يستقبل ثلاث سفن، واليوم يستقبل 193 سفينة.. سلاسة.. سرعة.. وضوح.. أمان.. وتسهيل معاملات المستوردين.. ومنذ الآن لن توجد أي إعاقة في الميناء.. وفي الميناء الآن أحدث المختبرات على مستوى اليمن والشرق الأوسط.. والإداريون سيعملون حتى في أيام العطل لخدمتكم وإنجاز معاملاتكم في أقصر مما يستغرقه أحدكم في شرب قلص قهوة.. فعودوا إلى الاستيراد عبر هذا الميناء... ومن الضروري أن يلتزم المستوردون بذلك ويبلغوا شركات الملاحة، أن الاستيراد لا يكون إلا عبر ميناء الحديدة، ومن استورد عبر هذا الميناء نعلق له نصف الجمارك.

ونزعم أن استهداف ميناء المخا، فكر به مخططو الهجمات، في الوقت الذي كان المسئولون يقومون بتلك الدعاية التجارية.. وكيف ما كان الأمر فإن الهجوم على ميناء المخا جريمة حرب، ينتظر اليمنيون من الأمم المتحدة ودول العالم كلمة بشأنها.. فالقصف استهدف مؤسسة مدنية خدمية، واستهدف مخازن السلع الغذائية والأدوية ومواد البناء المملوكة للمستوردين.. كما أحرقت المتفجرات المساعدات الغذائية للمنظمات التي تقدم عوناً للفقراء.