داخل حقول الموت بمديرية ذو باب.. المنايا تحيط بفريق التوعية من مخاطر الألغام

المخا تهامة - Wednesday 13 October 2021 الساعة 01:57 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

بينما تبدأ خيوط الشمس الأولى بالتسلل إلى منازل المخا، كان مجموعة من الشباب في طريقهم إلى مناطق نائية في مديرية ذو باب، من أجل الوصول إلى مقصدهم في الفترة الزمنية المحددة، وإن كانت العوائق التي تطرأ على حين غفلة، أمرا لا يمكن تجنبه.

يعمل الفريق في مهمة إنسانية، وهي تجنيب المواطنين الوقوع في أفخاخ الموت الحوثية في مناطق عدة بالمديرية، من بينها منطقة العمري، المعروفة بكثافة زراعة الألغام فيها.

يبدأ الدخول إلى"العمري"، من طريق فرعي على الخط العام، إذ سار الفريق الأول في برنامج التوعية التابع للبرنامج الوطني للألغام، في دروب لمسافات طويلة، بعضها تم قطعها على الأقدام، نظرا لوعورة الطريق، وعدم مقدرة وسيلة المواصلات التي تقلهم على الوصول إلى مقصدها.

"داخل حقول الموت"

على جانبي الطريق الآمن التي تسلكها المركبات للوصول إلى معسكر العمري، وضعت علامات تشير إلى وجود الألغام، فيما كانت مناطق شاسعة خالية من السكان، بعد أن تركوا تلك المناطق، وفضلوا النزوح على البقاء في واد فسيح يحيط بهم الموت من كل جانب.

تقول عضوة اتصال فريق التوعية، عبادة عسيلو لنيوزيمن، وهي من أهالي ذو باب، إن السكان غادروا منطقتهم أثناء الحرب، ولم يعودوا إليها منذ ذلك، بسبب الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي. 

وباستثناء الجنود الذين يتمركزون في التلال العالية التي تحيط بتلك الأراضي الواسعة، بدت المناطق خالية تماما من مظاهر الحياة، فيما العلامات التي تحذر من وجود الألغام، تشير إلى حقول لا حصر لها.

في البدء أراد الفريق الذي انقسم إلى مجموعتين متفرقتين، توعية أفراد ثكنة عسكرية، لكن الدخول في طريق فرعي صعب من الوصول إليهم بسبب الخشية من الألغام التي تشير الأحجار المصبوغة، بالألوان إلى كثافة زراعتها.

يوجد رعاة أغنام رحل، وسكان يعيشون في قرية "عائش"، وهي مناطق تقع في أقصى منطقة العمري، لكن نذر الموت المنتشر هناك يصعب التكهن بمخاطرها.

أوصل الفريق رسالته التي تحذر من خطورة الأجسام القاتلة، خلال تلك الزيارة التي تعد الأولى إلى تلك المناطق، باعتبار الرعاة الرحل، هم الأقل إدراكا لمخاطرها القاتلة، والتي تغرق منطقة العمري بالعديد منها.

"تحقق النتائج"

يضع مدير الفريق عيدروس حلبوب، مجموعة من النتائج التي تحققت خلال عمله في هذا المجال "تصلنا عدة اتصالات بالعثور على أجسام مشابهة لما تم شرحه في محاضرات توعية في مناطق عدة، يتم تحديد المكان وإبلاغ إحدى الفرق الهندسية" للقيام بمهمة نزعها.

يؤكد أن العديد من سكان المناطق الساحلية، لم يدركوا معنى الأجسام الغريبة ومخلفات الحروب، إلا بعد أن سقط العديد منهم نتيجة انفجارها، إذ تسببت بوقوع إصابات قاتلة دون أن يذكر أرقاما معينة.

وبحسب مدرب الفريق علي زيد الصلاحي، فإن توعية السكان أثمرت في إبلاغهم عن القذائف والألغام المضادة للدروع، والتي كانوا في السابق يعتقدون أنهم سيستفيدون منها بطرق شتي.

يضيف، إن المناطق المستهدفة، يتم غالبا توزيعها إلى مناطق عالية الخطورة، ومتوسطة ومنخفضة الخطورة، إذ يضع برنامج التوعية، المناطق السكنية، ضمن أولويات أهداف الحملة، لتجنيب السكان السقوط في الأشراك القاتلة.

لكن الصلاحي يقول، إن الألغام تعيق فريق التوعية نفسه في التحرك بحرية، والنزول إلى المواطنين في تلك المناطق، بسبب الخشية من الوقوع فيها.

ومع ذلك، يبذل فريق التوعية التابع للبرنامج الوطني للألغام، قصارى جهده في تحذير السكان، وإرشادهم، من مخاطر الألغام، ومخلفات الحروب، حسب المدرب الصلاحي.

تقول أسماء الصيرفي، أحد أعضاء الفريق، إن غاية الفريق هي سلامة السكان المحليين في المناطق التي يتم استهدافهم بحملات التوعية، والتي تندرج رسالته ضمن دعوة السكان لتجنب تلك المناطق، أو المرور منها، وعدم التعامل مع الأجسام الغربية.

"مثلث برمودا"

تمثل الألغام الأرضية في مناطق الساحل، واحدة من أكثر الوسائل فتكا بالسكان، كما تسببت في عدم عودة الحياة في أجزاء منها، نظرا لكثافة زراعتها.

يقول عمار عبد الرب، إن جبل حوزان يعد بمثابة مثلث برمودا، بعدما ذهب عشرات الشهداء ضحايا الألغام الحوثية.

ويضع عمار فترة زمنية طويلة لتطهير تلك المناطق بالقول، إنها تحتاج إلى 40 عاما من العمل على انتزاعها في حال ما استمرت بهذه الوتيرة، أما إذا تم تكثيف العمل في نزع الألغام، فقد تقل تلك الفترة. بحسب الجهد المبذول لتحقيق ذلك.