"شبوة" تزلزل كيان ذراع تنظيم الإخوان في اليمن

الجنوب - Thursday 18 November 2021 الساعة 09:58 am
شبوة، نيوزيمن، خاص:


زلزلت التحركات الجماهيرية لأبناء وقبائل محافظة شبوة، كيان حزب الإصلاح "ذراع تنظيم الإخوان في اليمن"، ودفعتهم إلى تكثيف التصريحات الصحفية في وسائل إعلام موالية لميليشيات الحوثي لتحسين صورتها أمام الرأي العام المحلي والخارجي.

وذكرت مصادر إعلامية يمنية، أن الجنرال علي محسن، زعيم تنظيم الإخوان في اليمن، ومحافظ شبوة محمد بن عديو، ظهرا في تصريحات إعلامية خلال العشرة الأيام الماضية بشكل مكثف في وسائل إعلام رسمية تخضع لسيطرة الإخوان مثل وكالة سبأ والتلفزيون الرسمي، أو في وسائل إعلام أجنبية قريبة من الحوثيين مثل وكالة سبوتنيك الروسية وصحيفة الأخبار اللبنانية، للحديث عن قضايا يمنية وتوجيه الاتهامات لدول التحالف العربي، لتحسين صورة التنظيم الذي شعر بزوال هيمنته على الشرعية الممتدة منذ تسلم الرئيس عبدربه منصور هادي السلطة.

وحاول محسن مغازلة الولايات المتحدة من خلال إدانته في تصريح، لاقتحام السفارة بصنعاء من قبل الحوثيين، واصفا الحدث بالهمجي، فضلا عن إدانته للهجمات الحوثية على المملكة، وهي مغازلة للقيادة السعودية، كما حاول جذب الرأي العام الدولي إليه، من خلال دعوته للمجتمع الدولي لردع الميليشيات الحوثية ومشرع إيران التخريبي في المنطقة حسب وصفه، متناسيا انه المسؤول عن جميع انتصارات الحوثي، حيث وقف وراء عمليات تسليم المناطق والمواقع والأسلحة، التي مارستها عناصر الإصلاح في الجبهات المحيطة بالعاصمة صنعاء، وسواء في الجوف أو البيضاء أو مارب وشبوة.

وأوضحت المصادر، أن علي محسن، ظهر في تصريحات صحفية خلال العشرة الأيام الماضية ما يقارب أربع مرات في تصريحات ومقابلة صحفية، فيما ظهر بن عديو في تصريحات مع سبوتنيك الروسية، وصحيفة قطرية وقناة تلفزيونية ممولة من تركيا، ولكها تحركات لتحسين صورة قيادة التنظيم التي هددتها القوى الوطنية بعد فضح فسادها وخيانتها في جميع الجبهات والمناطق المحررة خلال الفترة الماضية.

كما جاءت تحركات قيادة الإخوان الإعلامية، بالتزامن مع عقد اللقاء الجامع لقبائل وأبناء محافظة شبوة الرافضة، لحكم الإخوان المتمثل بالمحافظ بن عديو الذي سلم ثلاث مديريات "عسيلان وعين وبيحان" لميليشيات الحوثي، ونسق معها لفرض سيطرتها على بلحاف ومرخة ومناطق أخرى بما فيها مدينة عتق، قبل أن يتم كشف المؤامرة من قبل أبناء المحافظة والقيادات العسكرية والسياسية، والشخصيات الاجتماعية والمسؤولين في شبوة، وإفشالها.

وكانت شبوة شهدت، الثلاثاء الماضي، عقد لقاء جامع ضم ممثلين لجميع قبائل المحافظة، إلى جانب القيادات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإدارية، وممثلين عن المجتمع المدني والأحزاب والمجلس الانتقالي الجنوبي، والكوادر العاملة في مرافق الدولة في شبوة، وجميع المكونات، والتي عبرت عن رفضها لحكم الإخوان وأمهلت الشرعية أسبوعا لتعيين محافظ لشبوة من أبناء المحافظة الشرفاء.

كما طالب اللقاء بسرعة فتح تحقيق ومحاسبة الفاسدين والسرق، حول مجمل قضايا الفساد والنهب، وإسناد الوظائف لعناصر التنظيم، إلى جانب تنفيذ مشاريع وهمية ونهب مخصصاتها المالية، تحت إشراف مباشر من المحافظ بن عديو الموظف لدى جهات تركية مقربة تابعة للتنظيم الدولي للإخوان، والمكلف بإجراء تنسيق وتعاون مشترك مع ميليشيات الحوثي بالتنسيق مع السفير الإيراني في صنعاء حسن إيرلو.

وجاءت تحركات شبوة الأخيرة موافقة لتحركات قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، والمتمثلة بإعادة ترتيب جبهات القتال في جميع المحاور وإسناد المهام لقيادات عسكرية وطنية ومدربة تحت إشراف التحالف، واستبعاد القيادات السابقة التي عملت على إفشال مهام التحالف العسكرية والسياسية والاقتصادية من عناصر حزب الإصلاح المهيمنة على مفاصل الشرعية.

وتوقعت المصادر، أن يتم إسناد المهام القتالية والجبهات لقيادة عمليات مشتركة برئاسة الفريق الركن صغير بن عزيز، الذي تم اللقاء به في مقر قيادة التحالف العربي في الرياض مؤخرا، والذي أجرى لقاءات عسكرية مع المحلقين العسكريين للولايات المتحدة والمملكة المتحدة والملحق العسكري المصري، بالعاصمة السعودية الرياض، لتنسيق المواقف لبدء عملية عسكرية واسعة ضد الحوثيين، بعد رفضهم جميع جهود السلام المبذولة من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.

كما توقعت المصادر، أن يتم إسناد عدد من الجبهات للقوات المشتركة المرابطة في الساحل الغربي لليمن، بعد تنفيذها توجيهات التحالف بإعادة التمركز والانتشار في المناطق المحددة وفقا لاتفاق ستوكهولم، وبما يتناسب مع خطط التحالف العسكرية في اليمن، وهي إشارة واضحة بأن اليمن تشهد مرحلة جديدة من العمليات العسكرية والاقتصادية والسياسية، بعيدة عن هيمنة عناصر الإخوان على الوظيفة العامة والقيادة العسكرية، التي تم توظيفها سابقا وفقا لخطط واجندة دول إقليمية معادية للتحالف العربي، وتريد إفشال خططه وجهوده في اليمن.


وأشارت المصادر، إلى أن القوات التي وصلت مأرب خلال الأيام القليلة الماضية، تشكل نواة حقيقية لقيادة المعارك في جبهات القتال بعد اكتشاف وهمية الكشوفات التي كانت تقدمها عناصر وقيادة الإخوان للتحالف حول مجمل قوام المقاتلين في الجبهات والتي طلعت كلها وهمية، حيث سقطت جبهات "نهم والجوف والبيضاء وأجزاء كبيرة من مأرب" بيد الحوثيين، نتيجة لفراغ تلك الجبهات من المقاتلين رغم السلاح الذي سلم لها والذي استفادت منه الميليشيات مؤخراً.