من نازح إلى مالك محل صغير.. محمد بائع الوجبات الشعبية في سوق المخا

المخا تهامة - Wednesday 05 January 2022 الساعة 09:00 am
المخا، نيوزيمن، إسماعيل القاضي:

في محل لبيع الوجبات الشعبية الخفيفة، يجلس محمد منهمكاً في عمله لإصلاح المخلوطة، فيضعها في حلة ضخمة مملوءة بالزيت ويقلبها كي تنضج بملعقة كبيرة، في سوق القات بمدينة المخا.

منذ ثلاثة أعوام وهو يعمل في هذه المهنة التي، كما يقول، تجود عليه بعائد مالي جيد ينفقه على أسرته المكونة من أربعة أطفال، إضافة إلى زوجته، فضلا عن مبلغ بسيط يدخره اتقاء شر الأيام المتقلبة. 

يقول محمد لنيوزيمن، عملت في هذه المهنة طويلاً، وابتدأتها في حارة غليل بمدينة الحديدة، منذ كنت طالبا في الصفوف الابتدائية، وتعلمتها من العاملين.

يسرد قصته بترو وحنين لعودة أيامه الخوالي التي قضاها في عروس البحر الأحمر، شرعت بالعمل منذ سن مبكرة جلست أمتهنها مع صاحب بسطة لبيعها عدة سنوات حتى تعلمتها، وبعد تجميع مبلغ مالي لا بأس به قمت بشراء دراجة نارية، وعملت بها فترة طويلة أيضا. 

بعد مرور سنوات خلف والدي في قيادة الباص للعمل داخل المدينة حتى قبل النزوح من الحديدة 2018، ركن الباص في حارته وفر من المعارك للبحث عن حياة أخرى.

يقول الشاب، البالغ من العمر 32 عاماً، إنه يعود من أصول مخاوية، ولم تكلفه أزمة النزوح من الحديدة شيئا غير البحث عن عمل جديد، حتى هالت عليه الفكرة أن يبيع "المخلوطة" هنا في المخا. 

يضيف: افتتحنا أنا وزميلي المكان في سوق القات في الميزان قبل أن ننتقل إلى السوق المركزي، كان الربح يزداد يوما بعد آخر، وتعود الناس الأكل من هذه الوجبة السريعة.

ويشير محمد بسرور إلى زبائنه المنتظرين الحصول على حصتهم، قائلا "كان زبائننا من أصحاب الحديدة والتهاميين، واليوم يتردد علينا الكثير من الناس والمتسوقين لأكل المخلوطة طازجة وساخنة.

المخلوطة، كما يصف محمد، تتكون من من الدقيق والبقوليات "الدجر أو البازالا" المطحونة ويضاف لها البصل الأخضر والكراث والثوم وتترك لتتخمر قبل الفجر حتى طلوع الشمس، وقبل أن يبدأ بإعدادها. 

يقبل زبائن على هذه الوجبة باعتبارها من الوجبات الخفيفة، أو ما تسمى بالتصبيرة، إلى جانب ما يبيعه في ذلك المحل من البطاطا المقلية، والبيض والسندويشات.