حرب عالمية تلوح بالأفق وبايدن يهاتف بوتين

العالم - Saturday 12 February 2022 الساعة 07:07 pm
نيوزيمن، وكالات:

تصاعدت حدة التوتر على حدود أوكرانيا، السبت، وسط تحذير أميركي جديد من غزو روسي وشيك.

وصعدت الولايات المتحدة نبرة تحذيراتها، الجمعة، قائلة إن غزوا روسيا يبدأ بقصف جوي، يمكن أن يباشر في غضون أيام، وطلبت من الرعايا الأميركيين في كييف المغادرة خلال 48 ساعة.

وأتت هذه التطورات بعد معلومات استخبارية أميركية خلصت إلى أن روسيا ستشن هجوما على أوكرانيا، الأربعاء المقبل، الموافق الـ16 من فبراير.

وفي إطار مساع دبلوماسية حثيثة لدرء غزو محتمل، سيتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت لاحق، مساء السبت، هاتفيا مع نظيريه الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون.

بينما سيتحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف، السبت أيضا، معتبرا المحادثات "لحظة مفصلية" في الأزمة.

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي في فيجي "لا نزال نرى مؤشرات مقلقة جدًا إلى تصعيد روسي بما في ذلك وصول قوات جديدة إلى الحدود مع أوكرانيا".

وتابع: "إذا كانت روسيا مهتمة فعلًا بحلّ الأزمة التي افتعلتها بنفسها، من خلال الدبلوماسية والحوار، فنحن مستعدّون للقيام بذلك".

وكان البيت الأبيض حذر في وقت سابق من هجوم يشنه أكثر من 100 ألف عسكري روسي يحتشدون قرب أوكرانيا حتى خلال الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين.

والسبت طلبت السفارة الأميركية في كييف من الموظفين الأساسيين مغادرة أوكرانيا بُعيد إعلان روسيا أنها باشرت بخفض وجودها الدبلوماسي في أوكرانيا، مؤكدة أنها تخشى "استفزازات" من جانب السلطات الأوكرانية أو "بلد آخر".

وكان مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جيك ساليفان دعا الرعايا الأميركيين إلى مغادرة أوكرانيا فورا، محذرا من أن هجوما روسيا "سيبدأ على الأرجح بقصف جوي وإطلاق صواريخ قد تؤدي بطبيعة الحال إلى مقتل مدنيين".

وأكد ساليفان أنه من غير المعروف إن كان بوتين اتخذ قرارا نهائيا من عدمه، وأن الولايات المتحدة تستعد للأسوأ بما يشمل "هجوما خاطفا" على العاصمة كييف.

وجاءت تصريحات ساليفان بعيد محادثات بين بايدن وستة زعماء أوروبيين ومسؤولي حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، تناولت أخطر أزمة بين الغرب وروسيا منذ نهاية الحرب الباردة قبل ثلاثين عاما.

وفي تأكيد على الأجواء القاتمة، طلب عدد من الدول الأوروبية، وآخرها ألمانيا، من دبلوماسييها ومواطنيها مغادرة أوكرانيا، فيما ارتفعت أسعار النفط وتراجعت الأسهم الأميركية.

وكرر ساليفان التحذير من أن روسيا تجازف بفرض عقوبات غربية صارمة عليها وقال إن حلف الأطلسي، الذي يريد بوتين أن يبعده عن أوروبا الشرقية، هو الآن "أكثر تماسكا وفائدة وديناميكية من أي وقت في الذاكرة الحديثة".

وبالتوازي أعلن البنتاغون أنّ الولايات المتّحدة بصدد إرسال ثلاثة آلاف عسكري إضافيين إلى بولندا من أجل "طمأنة الحلفاء في حلف شمال الأطلسي".

والجمعة وصلت قاذفات أميركية استراتيجية من طراز بي-52 التي تحمل قنابل نووية إلى المملكة المتحدة للمشاركة في مناورة "مخطط لها منذ فترة طويلة" مع الحلفاء في حلف شمال الأطلسي وسط توتر بين الغرب وروسيا، حسبما أعلن سلاح الجو الأميركي في بيان.

في أعقاب المحادثة الهاتفية المشتركة بين الرئيس الأميركي والقادة الأوروبين، قال المتحدث باسم المستشار الألماني أولاف شولتس إن الهدف هو منع وقوع حرب في أوروبا".. لكن إذا لم تنسحب موسكو فإن "الحلفاء عازمون معاً على اتخاذ عقوبات سريعة وجذرية في حقّ روسيا".

وقد تستهدف العقوبات قطاعي المال والطاقة، وفق رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.

تحدث ساليفان إلى كبير موظفي فون دير لايين، بيورن زيبرت في اتصال بالفيديو، الجمعة، من أجل تنسيق "تفاصيل رد محتمل من جانبي الأطلسي، بما يشمل عقوبات مالية وضوابط على الصادرات"، بحسب بيان للبيت الأبيض.

بالمقابل نددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، مساء الجمعة، بتصريحات واشنطن التي تفيد بأن غزوًا روسيًا محتملا لأوكرانيا بات وشيكا.

وقالت في بيان: "هستيريا البيت الأبيض واضحة أكثر من أي وقت مضى. إن الأميركيين بحاجة إلى حرب. بأي ثمن".. مضيفة "الاستفزازات والمعلومات المضللة والتهديدات هي الطريقة المفضّلة لحلّ المشاكل الخاصة".

واستنكر السفير الروسي لدى الولايات المتحدة التصريحات الأميركية، منددا بنقص الأدلة، ومؤكّدًا أن روسيا "لن تهاجم أحدًا".

- روسيا تطوق أوكرانيا -

تحيط قوات بحرية وجنود روس، بما يشمل وحدات استقدمت من كافة أنحاء البلد الشاسع، بأوكرانيا من الجنوب والشرق والشمال.

تسيطر روسيا التي تنفي أن يكون لديها أي نية في مهاجمة أوكرانيا، على شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014 وتدعم انفصاليين يسيطرون على إقليم دونباس الاوكراني في الشرق.

يقول الكرملين إن هدفه هو الحصول على موافقة من حلف شمال الأطلسي بعدم ضم أوكرانيا لعضويته، والانسحاب من دول أوروبية شرقية منضوية فيه، ما يعيد تقسيم أوروبا إلى مناطق نفوذ على غرار ما كان قائما خلال الحرب الباردة.

ترفض الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون تلك المطالب وتؤكد أن حلف شمال الأطلسي لا يمثل تهديدا لروسيا.

وزادت من حدة التوتر مناورات عسكرية روسية واسعة بدأت، الجمعة، مع الحليف السلطوي بيلاروسيا، الواقعة إلى الشمال من كييف وتشترك في حدود مع الاتحاد الأوروبي.

كذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إجراء تدريبات عسكرية قرب حدود أوكرانيا في البحر الأسود.

ووفق رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية النروجي، فإن روسيا فعليا مستعدة لإجراء عمليات عسكرية واسعة في أوكرانيا، والمطلوب فقط إشارة من الكرملين.

وأجرى رئيسَا الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي والروسي الجنرال فاليري غيراسيموف محادثة هاتفية، الجمعة، حسبما أكد البنتاغون، من دون الإعلان عن تفاصيلها.