معرض فامليت لإحياء الطابع المعماري العدني في عدن

الجنوب - Friday 18 February 2022 الساعة 07:50 am
عدن، نيوزيمن، محمد جسار:

تزخر مدينة عدن بتراث متفرد للعمران، فتلاقح الثقافات المتعددة في المدينة، أعطى للمدينة شكلاً مختلفاً، بالذات في المناطق القديمة في بعض أحيائها، ومن هذا المنطلق جاء معرض فامليت، والذي يستمر من تاريخ 16 _ 18 فبراير الجاري، في معهد جميل غانم للموسيقى في عدن، وهو أول معرض أثاث وقطع ديكور من وحي الطابع المعماري العدني. 

هذا المعرض، والذي تنافس فيه طلاب هندسة المعمار في عدن على ايجاد اجمل شكل متنوع في الاثاث العدني او الطابع المعماري في المدينة، او قطع الديكور العدنية، والذي تم خلال عشرين يوما من انتهاء مشروع فامليت- سلط الضوء على الطابع العدني في المعمار. 

وتنوعت المشاركات في هذا المعرض من شباب وشابات، اقتربوا كثيراً بروح تنافسية عالية من ايجاد صيغ متعددة لبلورة الروح العدنية في فن المعمار ذي الطابع التراثي الحي. 

وفي هذا الصدد يحكي لنيوزيمن مازن شريف المدير التنفيذي لمؤسسة عدن اجين، ومدير مشروع فامليت قائلاً: المعرض هو احد مخرجات مشروع فامليت، وهذا المشروع الذي بدأناه منذ اشهر، يهدف لتمكين مصممي المعمار للفهم الكافي للطابع المعماري العدني، ومن المعروف ان الطابع المعماري في مدينة عدن، عانى ولمدة عقود من التهميش، وكان الخوف من اندثار هذا الشكل العمراني الفريد من نوعه نهائياً، لذلك كثفنا نحن في مؤسسة عدن اجين كل السبل، ووثقنا على مدى سنين الطابع المعماري العدني، وعملنا في مشروع فامليت لتوثيق ونقل المعرفة لطلاب المعمار، لكي يعملوا في المستقبل بقالب الهوية العدنية في المعمار. 

واضاف شريف: استمر مشروع فامليت لمدة اربعة اشهر، بدأناه في تدريب طلاب هندسة المعمار، ومن ثم تعرف المتدربون على واقع الطابع المعماري العدني، بالنزول عن كثب، وتم توفير الدعم المالي للمتدربين لينتجوا قطعا فنية، فيها المزيج من الاصالة والحداثة، وبهذا المزيج نكون حافظنا على الهوية العدنية بطابع حديث. 

تتنوع القطع في المعرض والتي وصل عددها إلى 36 قطعة، وأشارت المهندسة مشيرة عادل إلى ان قطع الاثاث الذي قاموا بتصميمه بعد مشروع فامليت، هو احد اشكال الهندسة المعمارية في عدن. وقالت لنيوزيمن: تنوعت الاعمال بعد انتهاء المشروع من الشبك العدني، الفامليت، الكرانيش، الحزام، والتاج، وحاولنا ان نجسد هذا التنوع بالاثاث الذي قمنا بتصميمه وانتاجه، والذي شاركنا به في هذا المعرض. 

كان الحضور في المعرض كبيرا ومتنوعا، وهذا الحضور جاء برغبة من كثير من الشبان والشابات للتعرف على الطابع المعماري العدني. 

قالت لنيوزيمن نبيلة سمير، وهي إحدى الحاضرات في المعرض، من المهم جداً ابراز الدور الثقافي لمدينة عدن، عن طريق موسيقاها، وفنونها، والطابع المعماري فيها، وشكرت القائمين على المشروع، الذي يسلط الضوء على جانب مهم في مدينة عدن وهو المعمار الخاص لهذه المدينة. 

ونوّه المهندس منذر احمد ان مشروع فامليت جاء بتوقيته الصحيح، لأنه حالة جديدة وفرصة رائعة بالنسبة لنا نحن طلاب المعمار، ولكي نفهم ونستوعب الطابع العدني للمعمار، ونعرف من اين جاء هذا الموروث في بناء قطع الاثاث. 

وأوضح منذر أحمد لنيوزيمن، أن هذا المشروع سيكون بمثابة البداية لإعادة الطابع العمراني العدني لمكانته، سواء في البنايات الجديدة او في الديكورات او في قطع الاثاث المنزلية، وفي اثناء عمل انتاجنا لهذه القطع واجهتنا صعوبات كثيرة منها ايجاد النجار او الورشة التي ستنفذ لنا هذا العمل، وانا قد صممت هذه الاباجورة والتي تُعتبر تحفة ومن الصعب اي نجار ان يشتغلها، بالذات وهي تحتاج لوقت كبير في التنفيذ.